بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد
الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على خير خلقه نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين،أمَّا بعد:
فإنّه ليسرُّني ـ أخي القارئ الكريم ـ أن أقدِّم لك هذه الرسالة الموجزة المختصرة من كلام أئمَّة الدعوة السلفية المباركة ـ رحمهم الله ـ في:
♦ الحثِّ على اتباع الكتاب والسنَّة، وتعظيمهما، وتقديمهما على قول كلّ أحد من الناس كائنًا مَن كان.
♦ وكذلك ذمُّ التقليد، وأنّه لا يُصار إليه إلاَّ عند الضرورة، وليس في كلّ أبواب العلم ومسائله أيضا، بل فيما يعسر ويخفى.
♦ وبيَّنت فيها الكلام على التقليد، وأنواعه، وحكم كلّ نوع.
♦ وهل الحقّ محصور في المذاهب الأربعة ؟
♦ كما ختمتها ببيان الموقف الصحيح من كتب الفقه المصنَّفة في المذاهب، ووجوب احترام الأئمَّة الأربعة وغيرهم من أهل العلم، والاستفادة من علومهم.
وكلّ ذلك نقلته من كلامهم ـ رحمهم الله تعالى ـ بحروفه، وأحلت إلى مواضعه من كتبهم، ورسائلهم، وفتاواهم.
وكان جُلّ اعتمادي ـ إن لم أقل كلّه ـ على كتاب <الدرر السنية في الأجوبة النجدية> جمع الشيخ العالم الفقيه: عبد الرحمن بن محمَّد بن قاسم ـ رحمه الله تعالى ـ؛ لأنّه أجمع كتاب جمع رسائل أئمَّة هذه الدعوة المباركة: <لم يترك جامعه شيئًا مِمَّا ظفر به إلاَّ أشياء غير محررة، أو أشياء غير مقطوع بها عمَّن نُسِبَت إليه>([1]).
والقصد من هذا الصنيع:
1 ـ بيان مكانة هؤلاء الأئمَّة ـ رحمهم الله تعالى ـ لشبابنا الذين صُرِفَ كثير منهم عن قراءة كتبهم. والردُّ على مَن يزعم أنّ هؤلاء الأئمَّة مقلِّدة لا يدرون الحديث.
2 ـ وكذلك بيان أنّ شيخ الإسلام الإمام المجدد محمَّد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ قد جدَّد الدعوة السلفية في جانب العقيدة، وفي جانب الفقه؛ من حيث الدعوة إلى اتباع الدليل قرآنًا وسنَّة.
والردُّ على مَن يقول: إنّ دعوته سلفية في جانب، وليست سلفية في جانب آخر.
3 ـ وكذلك الردُّ على مَن يحاول التعلق ببعض الكلمات التي ورد عن شيخ الإسلام من أنّه ـ رحمه الله ـ: <على مذهب أحمد>، وكذا عن ابنه الإمام عبد الله ـ رحمهما الله ـ؛ ليحتجَّ بذلك على وجوب التقليد الذي يدعو إليه، وليتوصَّل بسبب ذلك إلى حاجة في نفسه.
وما درى هذا المسكين وأمثاله أنَّه قد أساء إلى شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ وإلى دعوته المباركة من حيث يشعر أو لا يشعر.
فكان كما قال الشاعر:
رام نفعًا فضرَّ من غير قصد *** ومن البرِّ ما يكون عقوقًا
وكما قال الآخر:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وفي الختام أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفعني وإيَّاك ـ أخي طالب العلم ـ بما في هذه الرسالة، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يسلك بنا جميعًا طريق الهدى والرشاد.
والحمد لله ربِّ العالمين
وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
——–
([1]) قال ذلك العلامة المحدث الفقيه الأصولي، مفتي الديار السعودية، الشيخ محمَّد بن إبراهيم ابن عبد اللطيف آل الشيخ ـ رحمه الله ـ، في تقريظه لها. انظر: (1/7)، ط: الجديدة.