الحج كلُّه إحياءٌ لمآثر ذلك الرجل المؤمن الموحد، وإبراهيم الخليل عليه السلام وأهل بيته إسماعيل، وأمَّه عليهما السلام: فالبيت بناه إبراهيم وابنه إسماعيل، فأمر الله الناس بالحج إليه، والتطوف به…
وزمزم بثقها الله لإسماعيل وأمَّه، وأمر بالشرب منها…
والصفا والمروة هما الجبلان اللذان ترددت إليهما هاجر؛ حتى جلاَّ الله كربتها بما بثقه الله لها ولابنها من المـاء فالأمر بالسعي…
ورمي الجمار تذكيرٌ بموقف إبراهيم عليه السلام حين عزم على ذبح ابنه عليهما الصلاة والسلام…
فكل الحج تذكيرٌ بإبراهيم عليه السلام وأهل بيته، وتنويهٌ بهم، وتذكيرٌ بمآثرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين: فمن طاف تذكَّر إبرهيم عليه السلام؛ الذي كسَّر أصنام قومه…
ومن صلَّى عند المقام، ونظر إلى الحجر؛ الذي جعله الله آيةً، فغاصت قدماه فيه… وإذا سعى بين الصفا والمروة تذكَّر هاجر، وثباتها، وثقتها بربها…
وإذا شرب من زمزم تذكَّر إسماعيل عليه السلام الذي بثق له ماءها…