السؤال : وهذا يسأل عن حديث : (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له أجر قيام ليلة) ما المقصود بالإمام بهذا الحديث هل هو الأول الذي يصلي بنا العشاء ، أو الثاني الذي يصلي بنا صلاة التراويح ؟
الجواب : هذا الكلام هذا غريب جداً ، إذن لماذا جئت صلي العشاء وامشي ، الكلام كله على قيام الليل ، ولكن لعل هذا اختلط عليه الكلام أو أنه يحتمل أو أنه أراد الإمام الذي يصلي العشاء وجزء من التراويح يحتمل هذا ، أقول : المراد بالانصراف انقضاء الصلاة ، الانقضاء للصلاة ، انتهاء الصلاة كلها ، لماذا ؟ ، لأن النبي ﷺ قد جاء في الحديث في هذا نفسه بيان يفسر لنا ما المراد بالانصراف ، فإن الصحابة – رضي الله عنهم – لما صلوا خلف النبي ﷺ فانصرف ، ولا يزال في الليل باق بقية ومتسع ، فقالوا يا رسول الله : لو نفلتنا بقية ليلتنا ، فقال – عليه الصلاة والسلام – : ( إنه من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) ، فالصحابة – رضي الله عنهم – سألوا الزيادة ، والإمام وهو النبي ﷺ هو الذي قضى الصلاة عنها ، واليوم الناس يتركون الصلاة قائمة ، واضح ، يخرجون والصلاة قائمة فالإمام لم ينصرف أما أولئك فهم طلبوا الإستمرار في الصلاة ، الإزدياد من الصلاة ؛ فقال لهم النبي ﷺ مسلياً لهم ومطمئناً ومذكراً قال : ( من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) ، هم أرادوا بقية الليلة كلها يقوموا ، وهذا ينصرف – الإمام – والناس لاتزال قائمة فشتان بين الصورتين ، وعليه القياس هذا لا يصح ، فإن النبي ﷺ فرغ من الصلاة وأراد أن ينصرف إلى بيته ، فهؤلاء طلبوه الزيادة ، وهذا الذي ينصرف يريد أن ينصرف إلى بيته والصلاة قائمة ، ففرق بين الصورتين والقياس فاسد .