السؤال : انتفاع الميت من سعي الحي، والخلاف فيه؟
الجواب : قال تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) [النجم: 39]، هذا الأصل الذي يتمسك به من يقول: لا يصل، ولكن الدعاء والصدقة هذه ثابتة بالكتاب والسنة، والحج عن الأقارب هذا ثابت بالسنة، وبعضهم يتوسعون ويقولون: قراءة القرآن تصل إلى الميت، وحتى بعض الأفاضل من أئمة الإسلام يرى هذا ، لكن الصواب في مثل قراءة القرآن على الأموات، أن هذا خلاف السنة؛ لأن هذا لو كان يستفيد منه الأموات ما ضن عليهم رسول الله عليه الصلاة والسّلام، بل كان يقرأ بنفسه على من مات من أصحابه وأقربائه، وكان يأمر المسلمين أن يقرؤوا القرآن على أمواتهم؛ وإذ لم يفعل ذلك، فإن السنة هي ترك ما تركه الرسول عليه الصلاة والسّلام؛ لأن العمل إذا وجد مقتضاه في حياة رسول الله عليه الصلاة والسّلام وانتفت موانعه ولم يعمله فإن السنة تركه، وعمله بدعة.
فما يفعله الكثير من الناس من القراءة على الأموات، ويفعلون ذلك في مآتم، وأكل وشرب وتجمعات، و…و… إلى آخره، هذا كله خلاف سنة رسول الله عليه الصلاة والسّلام، ومن البدع التي حذر منها رسول الله عليه الصلاة والسّلام، ولو كان ذلك خيراً، والله لسبقنا إليه رسول الله، ولسبقنا إليه أصحابه عليهم الرضوان من الله تبارك وتعالى، عمل المسلمين، دعاؤهم، واستغفارهم لهم، وصدقتهم، والحج عنهم، هذه تصل إلى الأموات؛ لأن رسول الله ﷺ أخبرنا بذلك، أما قراءة القرآن وما شاكل ذلك فهذه لم يرد فيها عن النبي عليه الصلاة والسّلام قول ولا فعل ولا أمر ولا شي .