خطبة جمعة بتاريخ / 4-7-1433 هـ
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله ، وصفيُّه وخليله ، وأمينه على وحيه ، ومبلِّغ الناس شرعه ، ما ترك خيراً إلا دلَّ الأمة عليه ، ولا شراً إلا حذَّرها منه ، بلَّغ البلاغ المبين وجاهد في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين ، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله تعالى ؛ فإن في تقوى الله جلَّ وعلا خلَفاً من كل شيء ، وليس من تقوى الله خلَف . وتقوى الله جل وعلا : عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاء ثوابِ الله ، وتركٌ لمعصية الله على نورٍ من الله خيفةَ عذاب الله .
أيها المؤمنون عباد الله : إنَّ أعظم النعَمِ وأجلَّها وأكبر المنن وأعظمها نعمة الإيمان والهدايةِ لهذا الدين ؛ فهي النعمة العظمى والمنة الكبرى وهي فضل الله تبارك وتعالى على من شاء من عباده { وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [الحديد:29] .
أيها المؤمنون عباد الله : وإنَّ الواجب على من أكرمه الله بهذا الدين وهداه إلى الإيمان وعرَّفه بالإسلام وجعله من أهل الطاعة للرب العظيم سبحانه أن يعرِف لهذه النعمة قدْرها ، وأن يرعى لها مكانتها ، وأن يحذر أشدَّ الحذر من أسباب ضياعها والحرمان منها .
عباد الله : وهذا مقامٌ يتطلب من العبد ولاسيما في مثل هذا الزمن أن يكون على يقظةٍ تامة وعنايةٍ عظيمة بهذا المقام لئلا يُفتن في دينه ، ولئلا يغتر بأعداء دين الإسلام ؛ فإن الخطر – عباد الله – في هذا الباب خطرٌ عظيم للغاية ولاسيما وقد تكاثرت في زماننا هذا الصوارفُ والصوادّ ، وأسباب الافتتان والاغترار بالكفار ، والإعجاب بأموالهم وتجاراتهم ، والانبهار بحضاراتهم وصناعاتهم ، حتى أوجب ذلك في بعض الناس انحرافاً في الدين ، وانحلالاً من الأخلاق ، وتشبُّهاً بالكافرين ؛ وهذا – عباد الله – مرضٌ عظيم وداءٌ عضال من لم يكن على يقظة هلك مع الهالكين .
أيها المؤمنون عباد الله : ولقد تكاثرت الآيات في القرآن تحذيراً لأهل الإيمان وإيقاظاً لقلوب أهل الإسلام لئلا يغتر مغترٌّ منهم أو يُعجَب معجب بكفارٍ فُتحَت عليهم الدنيا بزهرتها الفانية وزُخرفها الزائل فينظر إليهم نظرة انبهار وإعجابٍ يفضي إلى الاغترار بالكفار .
أيها المؤمنون عباد الله : في القرآن آيات عظيمات جداً في هذا الباب العظيم يجب علينا جميعاً أن نحسِن تدبرها وأن نُعنى بتأملها لتكون لنا بإذن الله صِمَام أمان وباب حفظٍ ووقايةٍ من الاغترار .
أيها المؤمنون عباد الله : لقد أخبر الله جل وعلا في القرآن الكريم أنَّ الكفار مهما أوتوا من العلوم والتفوق فيها فإن تلك العلوم لا تعدو أن تكون علوماً دنيوية تفنى بفناء أهلها وتزول بزوالهم ، قال الله تعالى : { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم:7] ؛ ألا ما أسوأها من حال !! عِلْمُه في الدنيا علم حصيف دقيق ، وأما الآخرة دار القرار فإنه عنها غافل !! قال الحسن البصري رحمه الله : ” حتى بلغ الأمر بأحدهم أن يضع الدرهم على ظفره فيخبرك بوزنه ، وما يُحسِن أن يصلي ” . هذا مثال وله نظائر كثيرة جداً من تفنُّن هؤلاء وإبداعهم فيما يتعلق بعلوم الحياة الدنيا ، أما الآخرة فشأنهم وحالهم كما أخبر الله تبارك وتعالى هم عنها غافلون ، ولهذا لا يحسنون إطلاقاً شيئاً من عمل الآخرة يتقربون به إلى الله ويحرصون من خلاله الفوز بجنته سبحانه وتعالى ورضاه .
ولقد جاءت الآيات تلوَ الآيات محذِّرةً من الاغترار بالكفار والإعجاب بهم ومدّ العينين إلى حضاراتهم وزخرف دنياهم وما مُتِّعوا به في هذه الحياة الدنيا ؛ يقول الله تبارك وتعالى : { فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ} [غافر:4] ، ويقول الله تعالى : { لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ } [آل عمران:196-197] .
عباد الله : وهذا النهي نهيٌ للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهو مقام تشريع للأمة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم صانه الله وحماه وحفظه ووقاه والله جلَّ وعلا يقول له :{ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ } !! إذ المقام مقامٌ خطير في الاغترار ، ومقامٌ خطير في مد العين والنظر إعجاباً وانبهارا ، قال الله تعالى : { فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة:55] ، وقال الله تعالى : { وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه:131] .
وتأمل رعاك الله قول الله تبارك وتعالى { زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ؛ فإنَّ هذا المثل يختصر لك حياة الكفار وحضارتهم اختصاراً شديدا ؛ فالزهرة – أيها المؤمنون – تبدو لها نضرة في وقتٍ ما ثم سرعان ما تذبل وينتهي أمرها . وهذا مثل للحياة الدنيا وفيه تحذيرٌ شديدٌ من الاغترار .
ولقد بيَّن الله تعالى في القرآن الكريم أنَّ الكفار – وهذا أمر يتكرر منهم مع تكرر الأيام ومرور الأعصار – أنهم في تحاوراتهم مع المؤمنين وحديثهم مع أهل الإيمان يدعون أهل الإيمان إلى المقارنة بين الفريقين من حيث الحال في أمر هذه الحياة الدنيا عمراناً وصناعةً وحضارة إلى غير ذلك ، يقول الله تعالى : { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا } [مريم:73] أي : اعقدوا مقارنةً بين فريقنا وفرقكم – فريق أهل الكفر وفريق أهل الإيمان – وانظروا في حالنا وحالكم أي الفريقين خيرٌ مقاما وأحسن نديا ؟ أيُّنا أكثر متعة ، وأكثر نضارة ، وأكثر حضارة ، وأزين عمرانا ، وأبدع صناعةً ؟ { أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} . يقول الله تبارك وتعالى في هذا السياق محذرا من الاغترار : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74) } أي إياك أن تغتر ؛ فما ذاك إلا متاعٌ زائل ودنيا فانية وما أمرها إلا غرورٌ يغرُّ صاحبه ثم يزول عنه إما بزوال هذا المتاع عن صاحبه ، أو بزوال صاحبه عنه بهلاكه ؛ وهذه هي حقيقة الحال .
أيها المؤمنون عباد الله : ولقد جاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا المقام حديث عظيم جداً يضيء للمتأمل طريقه ويهديه سبيله ويحميه بإذن الله تبارك وتعالى من الافتتان والاغترار ؛ روى الإمام أحمد في مسنده عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ )) ثُمَّ تَلَا صلوات الله وسلامه عليه قول الله تبارك وتعالى { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }[الأنعام:44] .
أيها المؤمنون عباد الله : لنتقي الله عز وجل ربنا ، ولنهتدي بهدايات كتابه جل وعلا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، ولنحذر أشد الحذر من الاغترار بالكفار .
عباد الله : ولقد بلغ الأمر بعدد من الناس مبلغاً أسيفا وآلت حالهم إلى حال أسيفة للغاية ؛ حيث إنَّ انبهارهم بالكفار وافتتانهم بحضاراتهم أودت بهم إلى التخلي عن الدين والانحلال من القيم والانفلات من الآداب وكأنهم يظنون أنَّ أولئك إنما بلغوا ذلك بضياعهم وانحلالهم وكفرهم وصدودهم ؛ فكانت تلك هي الآفة التي أعطبت هؤلاء وأولئك وأوصلتهم إلى ما وصلوا إليه من ضياع وانحلال وانحراف .
أعاذنا الله وإياكم ، وحمانا وحماكم ، وهدانا أجمعين إليه صراطاً مستقيما ، وأعاذنا أجمعين من الاغترار بالكفار ، وووفقنا لما يحبه ويرضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال .
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله تعالى .
عباد الله : وفي هذا المقام – مقام التحذير من الاغترار بالكفار – يجدُر بالمسلم أن يتأمل في المآل ؛ إلى أي شيءٍ يؤول أمر هؤلاء ؟ وإلى ماذا يصيرون عندما يودِّعون هذه الدار وينتقلون منها إلى دار القرار ؟ وهذا جانب فُصِّل في القرآن تفصيلاً واسعا ، وبُيِّن في كتاب الله بياناً وافيا ، فيرى في القرآن المتأمل والمتدبر آياتٍ كثيرات توضح المآل وتبين الحقيقة يوم يلقى هؤلاء ربهم جل وعلا وقد أمضوا حياتهم في هذه الحياة كفراً وصدوداً وإعراضا .
وهذا مقام يطول بيانه لكن لنقف على مثال واحدٍ منه يقول الله تعالى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ(42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم:42-43] الله أكبر !! الله أكبر !! تأمل أيها المؤمن رعاك الله حال هؤلاء يوم البعث ويوم القيام لرب العالمين كيف أنهم يقومون على هذه الصفة ويخرجون من الأجداث سِراعاً ، يخرجون خاشعةً أبصارهم ترهقهم ذلة ، يخرجون إلى المآل البئيس وإلى الخلود في العذاب الأليم في تفاصيل واسعة بُيِّنت في كتاب الله تبارك وتعالى .
نعم أيها المؤمن تأمل قول الله جل وعلا { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } ؛ لأن ثمة اغترار عند بعض الناس في هذا الجانب لأنه يرى الكافر يُمتَّع ويُوسَّع له في أمر الدنيا ويوسَّع له في أمر المعاش ويتقدَّم رُقِيًّا في حضارات هذه الدنيا فيقول قائل ويظن ظان في مثل هذا المقام أنَّ القوم قد غُفِل عنهم ، والله سبحانه وتعالى يقول محذِّرًا ومنذِرا : { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } ، حتى وإن طالت المدة فإنَّ الله عزَّ وجل من حكمته جل في علاه أنه يملي للظالم ولا يهمله ، وإذا أخذه جلَّ في علاه أخذه بغتة .
أيها المؤمنون : هذا مقام لا أحسن توفِيَـته في مثل هذه الوقفة ، ولكنه تنبيهٌ لنا أجمعين أن نتأمل آيات القرآن الكريم والذكر الحكيم لنهتدي بكلام ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، والله تعالى يقول : { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } [الإسراء:9-10] .
وصَلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمّد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56] ، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا)) .
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمَّد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وارضَ اللَّهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين ؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنـِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، اللهم وأذلَّ الشرك والمشركين ، وأذلَّ أعداءك أعداء الدين يا رب العالمين . اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم . اللهم يا ربنا ويا مولانا ويا سيدنا يا من بيده أزمة الأمور نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تنصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان ، اللهم انصرهم في أرض الشام وفي كل مكان ، اللهم كن لهم ناصراً ومعِينا ، وحافظاً ومؤيِّدا ، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ، اللهم آمن روعاتهم واستر عوراتهم ، اللهم احقن دماءهم ، اللهم واحفظهم في أنفسهم وأهليهم وأعراضهم وأموالهم يا رب العالمين ، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك اللهم من شرورهم .
اللهم آمنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين . اللهم وفِّق ولي أمرنا لما تحب وترضى ، وأعِنه على البر والتقوى ، وسدِّده في أقواله وأعماله يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم ، اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم ، اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم ، واصرف عنهم شرارهم يا رب العالمين .
اللهم آت نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكها ، أنت وليُّها ومولاها . اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى . اللهم إنا نسألك حبك ، وحبَّ من يحبُّك ، والعمل الذي يقرِّبنا إلى حبِّك . اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين . اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
عباد الله : اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } .