الحرث في هذه الدنيا هو بالأعمال الصالحة

عدد الملفات المرفوعه : 1

والحرث في هذه الدنيا هو بالأعمال الصالحة واستغلال العمر ؛ فإن العمر قصير واستغلال العمر يمعاشر الإخوان يكون بالحرص على الأوقات واستنفاقها في الأعمال الصالحات هذا أولًا ، وثانيًا : يكون بالحرص على الأعمال الصالحة في الأوقات الفاضلات التي عوضنا الله بها – سبحانه وتعالى –  مثاله أن هذه الأمة هي قصيرة الأعمار بجنب الأمم قبلها -السابقة- فآتاها الله – سبحانه وتعالى – من فضله ورحمته ما تعوض به النقص الذي كان في أعمارها عما كانت عليه الأمم السابقة ؛ فجاءها الله – جل وعلا –  وآتاها ليلة القدر كما قال سبحانه : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ)؛ فليلة واحدة خير من ألف شهر ، فكم يتكرر على المسلم في حياته هذه الليلة إن أطال الله له العمر ، والألف شهر يزيد عن ثمانين عامًا ؛ فعمله في هذه الليلة الواحدة -إن أخلص فيه لله ووافق فيه سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خير من عمله في ألف شهر -بضعٍ وثمانين سنة- ؛ فكم له من الأجر حين ما يُعمر مثلاً في هذه الحياة الدنيا يعمره الله سبعين عامًا يعني فيها سبعين ليلة قدر يعني سبعين ألف شهر خير من ألف شهر اضربه في سبعين ليلة سبعين ألف شهر ، فكل سبعين ألفًا اجمعها بعد ذلك إذا كان الليلة الواحدة خير من ألف شهر والألف شهر بضع وثمانين سنة فإذا ضربت سبعين ليلة يعني سبعين سنة ؛ لأنه ما تأتي في السنة إلا مرة واحدة فإذا عشت سبعين عامًاعُمِّرتَ سبعين عامًا منذ أن كُلِّفْتَ يعني:توفيت وعمرك خمسة وثمانين سنة؛فعشت سبعين عامًا فيها سبعين ليلة قدر ، كل ليلة قدر منها بازيد من ثمانين عامًا بضعً وثمانين سنة هذا عمل فقط في ليلة واحدة في نوعٍ واحد من الأوقات الفاضلة ، فعوض الله – جل وعلا-  هذه الأمة بهذا العدد العظيم في هذا الوقت اليسير ، ثم إن الله e تفضل علينا بأعمال صالحة أخرى في أوقات صالحة يكفر الله – سبحانه وتعالى – بها ، فمن ذلك صيام يوم عرفه ، من ذلك صيام يوم عاشوراء أحدهما يكفر الله به ذنوب عامين ماضية وقادمة ، والآخر يكفر الله به ذنوب سنة ماضية ، هذا خير من الله – جل وعلا – وانظروا الى فضل الله ورحمته كيف جعل ليلة القدر فيها العمل الصالح ، وهذين اليومين جعل الصيام لهما مكفراً لثلاث سنين أحدهما لسنتين وآخر لسنة ، فتلك الليلة ينمى فيها الأعمال الصالحة، وفي هذين اليومين تكفرُ الأعمال السيئة والآثام ، وهذا من رحمة الله – جل وعلا – إذ يكفر عن عباده المؤمنين الآثام ، وجعل لهم سبلاً الى ذلك ، ويضاعف في حسناتهم ، وجعل لهم سبلاً إلى ذلك ، كل ذلك تعويضاً لهم في مقابل قصر أعمارهم بجانب الأعمار التي كانت للأمم السابقة ، فالواجب علينا معاشر الأحبة أن نحرص على الأوقات هذه التي نزرع فيها الأعمال الصالحات ، مثل ليلة القدر فلا يتوان الأنسان عن قيامها والذكر لله فيها ، وعمارتها بالأعمال الصالحة ، وبقراءة القرآن،وبالصلاة بالتهجد، وبالاستغفار وبذكر الله – جل وعلا – وشكره وحمده ، والثناء عليه لايفتُر.


شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/06/30
  • مشاهدات : 6٬882
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري