رحمة النبي ﷺ نالت حتى الحيوانات

عدد الملفات المرفوعه : 1

بل إن رحمته – عليه الصلاة والسلام – قد نالت الطير والحيوانات – صلوات الله وسلامه عليه – فلو نظرت في قصة خروجه مع أصحابه كما في حديثي أبي هريرة وابن مسعود ، وحينما حصل من أصحابه في المرة الأولى أخذوا بيضة حمرة ، في القصة الثانية أنهم أخذوا صغارها أو فراخها فجاءت تفرش ، وجاء في الروايات أنها أخذت تفرش أمامه ، وجاء في الروايات الأخرى أنها أخذت تفرش فوق رأسه – يعني تفرد أجنحتها – ، والحمرة هكذا ضبطها في أصح الضبطين أنها حمرة ، فقال : (من فجع هذه بصغارها ؟ ، ردوا عليها صغارها) وفي الرواية الأولى : (من أخذ بيضها ؟ ، ردوا بيضها) فأمر – عليه الصلاة والسلام – بأن لا يفجعوا هذه بصغارها ، ولا يفجعوا تلك ببيضها رحمة بهذا الطائر ، والحمرة عصفور صغير أكبر من الصعو قليلًا والصعو الذي نذكره الآن لا يعرفه كثير من الناس أيضًا ، فهي مثل العصفور الأصفر الآن الذي يُرى في الصور وفي المقاطع المرئية ، وهي قريبة في الحجم تزيد قليلاً من العصفور الطنان ، إلا أن الغالب عليها الحمرة ، فقيل فيها حمرة ، (وأخذت تفرش) يعني تفرد أجنحتها كالفراشة تبسطها وترفرف بها فأخذته الشفقة – صلوات الله وسلامه عليه – ؛ بل أكثر من ذلك حينما قال الرجل سائلاً النبي – ص – في الذبيحة قال : إني لأذبح الذبيحة وأرحمها ، قال : (يرحمك الله ، يرحمك الله) وهكذا في العصفور إذا ذبحه ، قال له : (يرحمك الله ، يرحمك الله) مرتين حتى في الذبح ، وقال – عليه الصلاة والسلام – كما في الحديث المشهور عندنا جميعًا : (إن الله كتب الإحسان على كل شيء) ومن ذلك قال : (وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وإذا قتلتم فإحسنوا القتلة) فالذبحة قد بينها – عليه الصلاة والسلام – بقوله : (وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته) يعني يقطع بسرعة ما يقعد مثل المنشار يعرعرها هذا ما يصلح هذا فيه تعذيب للحيوان ، فالشاهد نهى النبي ﷺ أن تذبح الشاة أمام أختها ، رحمة بها ، فكان – عليه الصلاة والسلام – منتهى المثل في هذا الباب .


  • (مقتطف من كلمة توجيهية لأهل السنة في المغرب 1442/04/28هـ).
  • 1443/04/14
  • مشاهدات : 768
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري