السجع الذي يأتي من غير تكلف بسبب كمال الفصاحة هذا غير مذموم ، لكن المذموم في الدعاء المسجوع المذموم : التكلف ، بحيث يذهب بخشوع القلب ، ويصبح الإنسان لا يراعي إلا الكلمات ، يختار هذه الكلمة ما الذي يصلح معها ، هذا من الأجوبة التي أجيب بها ، وهو جواب صحيح ، أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – تقول : (النبي ﷺ كان يكره السجع بالدعاء) ، حديث زيد بن أرقم – رضي الله عنه – أن النبي ﷺ كان يقول : (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها) طيب هو هنا دعا دعاءً مسجوعًا كيف الجمع بين هذا وهذا ؟ .
وجه الجمع أن السجع إذا جاء بسبب كمال الفصاحة بغير تكلف فلا بأس به ، أما إذا كان مُتقصدًا بحيث يشغل الداعي عن الخشوع والتفكر فيما يدعو به فهذا هو الذي نُهي عنه.