197 – عن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيق – رضي اللَّه عنه- قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تقرءونَ هَذِهِ الآيةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة:105] وإِني سَمِعت رَسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ: (إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّه بِعِقَابٍ مِنْهُ) رواه أَبُو داود، والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة.
الإمام النووي – رحمه الله – ساق هذا الحديث في تمام هذه الترجمة – باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر – ، حتى لا يقول قائل إنني إذا اهتديت في نفسي واستقمت ، وتجنبت المعصية لا يضرني كون الناس ارتكبوا المعاصي وفعلوا الذنوب ، ويحتج على ذلك بالآية : (لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) ، وأبو بكر – رضي الله عنه – قال : (إنكم تقرءون هذه الآية) ، لكن نبه على أن بعض الناس قد يُخطئ بالفهم فدفع هذا الخطأ بالحديث الذي يرويه عن النبي ﷺ أنه قال : (إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّه بِعِقَابٍ مِنْهُ) .
فإذًا الآية في قوله : (إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) من جملة الهداية المشار إليه في الآية الكريمة : أن يأمر الإنسان بالمعروف وينهى عن المنكر ، فهذا من جملة الهداية التي لا يضر الإنسان بعدها من ضل ، أو ضلال من ضل ، أما أن يستدل بالآية على إلغاء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وترك هذه الشعيرة ؛فهذا استدلال في غير محله كما بين ذلكم صديق الأمة – رضي الله عنه وأرضاه – .
- (شرح رياض الصالحين ).
- youtube
