199 – عن أَبي هريرة، رضي اللَّه عنه، أن رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: ( آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإِذَا آؤْتُمِنَ خَانَ ) متفقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية: ( وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وزعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ).
1 – نفاق اعتقادي : وهو أن يُظهر المرء الايمان ويُبطن الكفر ، كما قال الله – سبحانه وتعالى – في ذكر هذا النوع من النفاق (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)(سورة البقرة).
وكذلك قوله : ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1)(سورة المنافقون) أي : كاذبون في أن ما أظهروه لا يوافق ما أبطنوه .
فهذا النوع يُسمى النفاق الاعتقادي ، وهو مُخرج من الملة ، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار .
والنوع الثاني من النفاق :
2 – النفاق العملي : وهو فيه إظهار خلاف ما يُبطن الإنسان ، لكنه في حدود التعاملات مع الناس ، فيكون نفاقه في حق من حدثه أو وعده ، أو اءتمنه ، أو خاصمه ، أو عاهده ، فيُظهر له شيئًا ويبطن له شيئًا آخر ، فهذا يُسمى نفاق عملي وليس مخرجًا من الملة ، وهو من فروع النفاق ليس من فروع الايمان .
ولا شك أن وجود هذه الصفات النفاق العملي في المؤمن فيه خطورة ، وهي من الكبائر ، كبائر الذنوب .
وهذا الحديث ذكر فيه – عليه الصلاة والسلام – ثلاث علامات في النفاق :
الأولى كما جاء في الحديث : ( إذا حدث كذب ) يعني : إذا حدث صاحبه ورفيقه كذب .
ووجه كون الكذب نفاق : لأنه يُظهر لصاحبه أنه صادق ، وهو في الحقيقة ليس بصادق ، فهذا نفاق ، إظهار لخلاف الحقيقة .
والخصلة الثانية في هذا الحديث : ( إذا وعد أخلف ).
وأيضًا وجه النفاق هنا : أنه يُظهر لصاحبه الالتزام بالوعد ، وهو خلاف ذلك ، فأظهر مالم يُبطن ، فهو نفاق عملي .
والأمر الثالث : ( وإذا آؤتمن خان ) أي : ائتمنه صاحبه على أمر ما ، على وديعة أو مال أو نحو ذلك خان صاحبه فيما ائتمنه عليه .
ووجه النفاق هنا : أنه يظهر له الأمانة ويُبطن الخيانة .
فهذه آيات ثلاث من آيات النفاق وعلاماته ، وهي من النفاق العملي كما مر بيان ذلم وإيضاحه .