هذا الحديث يبين فيه – عليه الصلاة والسلام – أن القصاص سيكون يوم القيامة ، بحيث يُقتص للمظلوم من ظالمه ، حتى إنه يقاد للشاة الجلحاء ، حتى إنه يُقتص للشاة الجلحاء ، أي : التي لا قرن لها ، من الشاة القرناء ، أي : التي لها قرن ، فإذا نطحت شاة أخرى بقرنها يُقتص للمنطوحة يوم القيامة ، وهذا من كمال عدل الله – سبحانه وتعالى – ، فإذا كانت هذه البهائم يُقتص لبعضها من بعض وهي غير مُكلفة ، فكيف بهذا الإنسان المكلف العاقل الذي يدرك الظلم ويعرف خطورته ، ثم بعدذلك يتعدى على الآخرين ظُلمًا وعدوانًا ؟!.
إذا رأيت أيه المسلم شاة تنطح أُخرى فعلم أنها سيقتص لها يوم القيامة ، وهي بهيمة ، فكيف بك أنت أيها العاقل المميز المدرك ؟!.
ويوم القيامة إذا اقتص للبهائم بعضها من بعض يقال لها : كوني ترابًا ، فتكون ترابًا ؛ أما الإنسان فإنه لا يُقال له ذلك ، بل يبقى مُعذبًا إذا كان من أهل الظلم الأكبر الذي هو الشرك بالله مُخلدًا أبد الآباد ، وإن كان ظلمه دون ذلك فإنه يُعذب في النار على قدر ظلمه .
فالشاهد أن هذا أمر خطير جدًا ، ويجب على العاقل الناصح لنفسه أن يحذر من الظلم أشد الحذر ، وأن يحرص على إن كان وقع في شيء من ذلك أن يعيد المظالم إلى أصحابها ، أو يطلب عفوهم ومسامحتهم .