8 – شرح حديث من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله

عدد الملفات المرفوعه : 2

8 – عَنْ أبي مُوسَى عبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الأَشعرِيِّ -رضِي الله عنه- قالَ: سُئِلَ رسولُ الله ﷺ عَنِ الرَّجُلِ يُقاتِلُ شَجَاعَةً، ويُقاتِلُ حَمِيَّةً ويقاتِلُ رِياءً، أَيُّ ذلِك في سَبِيلِ اللَّهِ؟ ، فَقَالَ رَسُول الله ﷺ: (مَنْ قاتَلَ لِتَكُون كلِمةُ اللَّهِ هِي الْعُلْيَا فهُوَ في سَبِيلِ اللَّهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.


  • قال الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – :

الشرح الأول : لما سئل قيل: يا رسول الله، الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل ليرى مكانه، أيهم في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، من كانت نيته نصر الدين وإعزاز الدين فهو في سبيل الله، ومن كانت نيته في قتاله الحمية لقومه أو الرياء أو ليقال أنه شجاع أو للغنيمة فقط هذا له ما نوى وليس من المجاهدين في سبيل الله، المجاهد الذي جاهد لتكون كلمة الله هي العليا، ودينه هو الظاهر فجدير بالمؤمن أن يعنى بنيته في أيامه ولياليه؛ فإذا أصلح الله النية استقامت الأعمال، إذا خرج بنيته لعيادة المريض له أجر عيادة المريض، خرج بنيته للصلاة له نية الصلاة، خرج بنيته للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له نيته، خرج بنيته لطلب العلم له نيته وفضله وأجره، وهكذا.

الشرح الثاني : يقول ﷺ لما سئل عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله؟ فقال ﷺ: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله هذا من جوامع الكلم، من قاتل يعني من جاهد، في سبيل الله نيته نصر الدين وأن تكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وله الجنة، أما من قاتل رياء ليري الناس شجاعته أو حمية لقومه أو لقصد آخر من الدنيا فهو على نيته ليس بمجاهد، إنما المجاهد من جاهد في سبيل الله يريد إعلاء كلمة الله، يريد نصر دين الله، يريد إظهار الحق وكبت الباطل، فهذا هو المجاهد، وهكذا من دعا الناس إلى الله، أو أمرهم بالمعروف، أو نهاهم عن المنكر، إن أراد رياء أو سمعة صار شركًا، وإن أراد وجه الله والدار الآخرة صار في جهاد عظيم، وهكذا الصدقة يخرجها إن أخرجها لله فله أجرها العظيم، وإن أخرجها رياء فعليه وزر ذلك.

وهكذا قراءة القرآن وتعلم العلم إن أراد به الرياء والسمعة والدنيا فليس له إلا ما نوى، وإن أراد وجه الله والدار الآخرة فهو على طريق الجنة كما قال ﷺ: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وقال ﷺ: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فهذا يبين لنا عظم شأن النية، وأن شأنها عظيم.

شاهد-على-اليوتيوب

  • الشيخ عبدالرزاق البدر : 

شاهد-على-اليوتيوب

  • 1440/08/03
  • مشاهدات : 569
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري