604 – شرح حديث إن كانت الأمة لتأخذ بيد النبي ﷺ فتنطلق به حيث شاءت

عدد الملفات المرفوعه : 2

604 – عن أنس – رضي الله عنه – قَالَ: إن كَانَتِ الأَمَةُ مِنْ إمَاءِ المَدينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النَّبيِّ ﷺ فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءتْ.

رواه البخاري.


  • قال الشيخ ابن باز – رحمه الله – :

– الشرح الأول : فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالتواضع وخفض الجناح للمؤمنين، وأنه ينبغي لولاة الأمور والعلماء وخواصّ الناس أن يلينوا، وأن يتواضعوا، وألا يتكبّروا؛ لأنَّ من خُلُق المؤمن خفض الجناح، كما قال تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)[الحجر:88]، وقال ﷺ: (ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه)، ويقول: (إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا، حتى لا يبغي أحدٌ على أحدٍ، ولا يفخر أحدٌ على أحدٍ). ولهذا كان ﷺ يذهب مع المرأة في حاجتها حتى يقضيها إذا دعت الحاجةُ إلى ذلك، فمن تواضعه أنه يقضي حاجة المرأة والغريب وغيرهما إذا دعت الحاجةُ إلى أن يتولى ذلك بنفسه عليه الصلاة والسلام، وهذا من تواضعه عليه الصلاة والسلام، وقد يأمر بعض أصحابه بأن يقضوها. والحاصل أنه ﷺ كان يتواضع في قضاء حاجات الرعية، ويحتسب الأجر في ذلك؛ ليتأسَّى به أصحابه؛ لأنَّ الرسول ﷺ هو الأسوة، فالله يقول: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب:21].

الشرح الثاني : هذه الأحاديث كلها تدل على تواضعه ﷺ وعدم تكبره، وأنه كان ﷺ سيد المتواضعين للضعيف والفقير والمسكين والسائل، فجدير بأولي الأمر وجدير بأهل العلم وجدير بكل مسؤولٍ أن يتواضع، وأن يتأسَّى بالنبي ﷺ في قضاء حاجة المساكين، وفي سماع ما يعنُّ لهم من الحاجات، وفي النظر في شؤونهم؛ وكذلك تستدعيه المرأةُ والخادمة فينظر في حاجتها، ويذهب للنظر في حاجتها إذا دعت الحاجة إلى ذلك. فالمؤمن جديرٌ به أن يتأسَّى بنبيه ﷺ، ولا سيما ولاة الأمور من الأمراء والعلماء ورؤساء القبائل ورؤساء الحارات وغير هذا؛ أن يهتموا بأمر الضعفاء، وألا يتساهلوا في أمرهم، كان ﷺ يهتم بذلك، ويعتني بالفقير، ويقول ﷺ: (إنما تُنصرون وتُرزقون بضُعفائكم)، فالواجب على كل مسؤولٍ أن يهتمَّ بهذا الأمر، وأن يتواضع.

 

  • 1443/03/22
  • مشاهدات : 275
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري