610 – عن أنس – رضي الله عنه – قَالَ: كَانَتْ ناقةُ رسول الله ﷺ العضْبَاءُ لَا تُسْبَقُ، أَوْ لَا تَكَادُ تُسْبَقُ، فَجَاءَ أعْرَابيٌّ عَلَى قَعودٍ لَهُ، فَسَبَقَهَا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى عَرَفَهُ، فَقَالَ ﷺ : (حَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ لَا يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَاّ وَضَعَهُ) رواه البخاري.
الشرح الأول : فالدنيا دار نقصٍ، ونهايتها الضعف والنقص، فالفرس والناقة والإنسان قد يكون كلٌّ منهم سابقًا، ثم يأتي مَن يسبقه، فهي دار النقص، وليست دار الكمال.
الشرح الثاني : وفيه أن الأشياء من الدنيا ما تدوم على ما هي عليه، قد يعتريها ما يعتريها، فناقة النبي العضباء ناقة معروفة، كانت لا تُسبق، ومع هذا جاء أعرابي على قعودٍ فسبقها، فشقَّ ذلك على الصحابة، فبين ﷺ أنه حقٌّ على الله ما ارتفع شيءٌ من الدنيا إلا وضعه الله، فالدنيا محل النقص، قد تكون ناقة جيدة، وفرس جيدة، وإنسان جيدًا لا يُسبق، ثم يأتي مَن يسبقه؛ ليعلم كل أحدٍ ضعفه، وأن هذه الدنيا ليس لها الكمال، بل من طبيعتها النقص، فكون الدابة لا تُسبق، أو الفرس لا تُسبق، أو الإنسان لا يُسبق، قد يأتي في يومٍ ما مَن يسبق الفرس، ويسبق الناقة، ويسبق الشخص، فليتواضع ولا يتكبر ، وفَّق الله الجميع.