618 – شرح حديث بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه … إذ خسف الله به – الشيخ : عبدالرزاق البدر

عدد الملفات المرفوعه : 2

618 – عن أَبي هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله ﷺ قَالَ: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمشِي في حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ رَأسَهُ، يَخْتَالُ فِي مَشْيَتهِ، إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ في الأَرضِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ) متفقٌ عَلَيْهِ.


  • قال الشيخ ابن باز – رحمه الله – :

الشرح الأول : وفي هذا أنَّ النبي أخبر عن رجلٍ فيمَن قبلنا خرج، قد أعجبته نفسه، يتبختر في مشيته، فخسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، فهذا فيه الحذر من التكبر والتعاظم، وأن ذلك من أسباب العذاب العاجل قبل الآجل، تقدم قوله ﷺ: لا يدخل الجنةَ مَن كان في قلبه مثقال حبَّة خردلٍ من كبر، فالكبر خطره عظيم، فالواجب الحذر من ذلك، والحرص على التواضع وازدراء النفس، وأنك ضعيف مسكين لا يليق بك أن ترفع نفسك وأن تتكبر.

الشرح الثاني : هذا فيه الحذر من الكبر والخُيلاء، وأن ذلك من أسباب العقوبات العاجلة، كما جرى لهذا الرجل، ولقارون لما أُعجب بدنياه خسف الله به وبداره الأرض. فالتّكبر والإعجاب والزهاء بالنفس من أسباب غضب الله عزَّ وجل، ومن أسباب العقوبات العاجلة؛ فالواجب الحذر، والواجب الحرص على التّواضع، وعدم التكبر، وعدم التَّشبه بالمتكبرين، بل يعرف أنه ضعيفٌ، وأنه مسكينٌ، بين حاجةٍ إلى الطعام والشراب، وحاجةٍ إلى البول والغائط، فلماذا يتكبر؟! ينبغي له أن يعرف نفسه وقدره، وأنه ضعيفٌ، وأنه محلّ التواضع والانكسار بين يدي الله جلَّ وعلا.

  • 1443/04/15
  • مشاهدات : 650
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري