شرح الأربعين النووية – الشيخ : حسين آل الشيخ

عدد الملفات المرفوعه : 12

الأحاديث مقسمة :

1 – عَنْ أَمِيرِ المُؤمِنينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ تعالى عنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُوله فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسُوله، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَة يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) رواه البخاري ومسلم .
2 – عَنْ عُمَرَ – رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ – قَال: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوْسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيْدُ بَيَاضِ الثِّيَاب شَدِيْدُ سَوَادِ الشَّعْرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النبي ﷺ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : (الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ الله، وَتُقِيْمَ الصَّلاَة، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُوْمَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البيْتَ إِنِ اِسْتَطَعتَ إِليْهِ سَبِيْلاً) ، قَالَ: صَدَقْتَ ، فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِيْمَانِ، قَالَ: (أَنْ تُؤْمِنَ بِالله، وَمَلائِكَتِه، وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآَخِر، وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ) ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِحْسَانِ، قَالَ: (أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: (مَا الْمَسئُوُلُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ) ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها، قَالَ: (أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرى الْحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ) ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثَ مَلِيَّاً ثُمَّ قَالَ: (يَا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟) ، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُوله أَعْلَمُ، قَالَ: (فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ) رواه مسلم.
3 – عَنْ أَبِيْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْن الخَطَّابِ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا – قَالَ: سَمِعْتُ النبي ﷺ يَقُوْلُ: (بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيْتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البِيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ) رواه البخاري ومسلم .
4 – عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدْ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُوْلُ اللهِ ﷺ وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْقُ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُوْنُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ، وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ، فَوَالله الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنََّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَايَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا) رواه البخاري ومسلم.
5 – عَنْ أُمِّ المُؤمِنِينَ أُمِّ عَبْدِ اللهِ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللهُ عَنْهَا – قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ : (مَنْ أَحْدَثَ فِيْ أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) .
6 – عَنْ أَبِيْ عَبْدِ اللهِ النُّعْمَانِ بْنِ بِشِيْر – رضي الله عنهما – قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ ﷺ يَقُوْلُ: (إِنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُوْرٌ مُشْتَبِهَات لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاس، ِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرأَ لِدِيْنِهِ وعِرْضِه، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيْهِ ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَىً ، أَلا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ) رواه البخاري ومسلم
7 – عَنْ أَبِيْ رُقَيَّةَ تَمِيْم بْنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ – رضي الله عنه- أَنَّ النبي ﷺ قَالَ: (الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ، قُلْنَا: لِمَنْ يَارَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: للهِ، ولكتابه، ولِرَسُوْلِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ) رواه مسلم.
8 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا – أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ ﷺ قَالَ: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ وَيُقِيْمُوْا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهَمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى) رواه البخاري ومسلم .
9 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَخْرٍ – رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ – قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ ﷺ يَقُوْلُ: (مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ؛ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ وَاخْتِلافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ) رواه البخاري ومسلم .

  • الفوائد المنتقاة :

ولا تسلم الأمة إلا بهذا المنهج : وفي هذا الحديث لفتة عظيمة لطالب العلم ، وأنه ينبغي عليه أن يتقي الله – جل وعلا – ، وأن يترك ممدحة الناس ، وأن يربي قلبه ويصفي باطنه بالاتجاه إلى الله – جل وعلا – ، وأن يحاول أن يبين للناس فيما لا يعرف أنه لا يعرف ، وفيما لا يبلغه علمه أن يبين ذلك بدون حياء ، في هذا الحديث قال : الله ورسوله اعلم ، وهذا هو دأب الصحابة – رضي الله عنهم – ، ودأب سلف هذه الأمة ، ومالك – رضي الله عنه – في أكثر من ثلاثين مسألة يقول : لا أدري ، وقال بعضهم : من ترك لا أدري أصيبت مقاتله ، وأما أن يتصدى للناس بالمسائل العظمى ليفتي فيها بما يخالف الكتاب والسنة فيقع في جهل إما مركب ، وإما جهل بسيط فهذا من الخديعة بهذه الأمة ، ومن عدم الايمان الصحيح بالله – جل وعلا – ، وأن الله سائل كلًا عما استرعاه فيما اوتي من مسؤولية ، فإن كل مسألة يجب أن توزن بميزان الكتاب الصحيح وسنة رسوله ﷺ ولو خالفت الهوى ، ولو خالفت من خالفت من الرغائب وأذواق البشر ، ولا تسلم الأمة إلا بهذا المنهج / (شرح الأربعين النووية ش4) .
وإيتاء الزكاة : بإعطاء الحق الواجب في المال ، فإن الله – جل وعلا – أوجب في المال حقًا ، والمال المراد أربعة أصناف : عروض التجارة ، والخارج من الأرض ، بهيمة الأنعام ، النقدان : الذهب والفضة ، هذه الأموال الأربعة فيها حق معلوم ، كما قال الله – جل وعلا – : (وفي أموالهم) الأموال المراد بها فسرتها السنة بإنها هذه الأربعة (حق) واجب ثابت فرض ، (معلوم) بينه النبي ﷺ لا يجب إلا بخمسة شروط منها : أن يكتمل النصاب ، وأن يبلغ الحول إلا في المعشرات أي الخارج من الأرض فعند خروجها يجب فيها الزكاة وتستقر في الذمة بحصادها وجعلها في البيدر أي المخزن ، والله – جل وعلا – أشار إلى عظم الزكاة في كثير من الآيات ، قد ذكر بعض أهل العلم أنها قرنت بالصلاة في أكثر من ثمانين موضعًا ، والنبي ﷺ أحاديثه طافحة في ايجاب الزكاة وفي فرضيتها ، وفي عظيم منزلتها ، وفي عقوبة من تركها كما في حديث لما ذكر صاحب الذهب والفضة ، وأنها يحمى عليها في نار جهنم تكوى بها جبينه وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، / – قال رسول الله ﷺ : (ما مِن صاحبِ كَنزٍ لا يؤدِّي حقَّهُ إلَّا جعلَهُ الله يومَ القيامةِ يُحمَى عليها في نارِ جَهَنَّمَ فتُكْوى بِها جبهتُهُ وجنبُهُ وظَهْرُهُ حتَّى يَقضيَ الله تعالى بينَ عبادِهِ في يومٍ كانَ مقدارُهُ خمسينَ ألفَ سنةٍ مِمَّا تعدُّونَ ثمَّ يَرى سبيلَهُ إمَّا إلى الجنَّةِ وإمَّا إلى النَّارِ وما من صاحبِ غنَمٍ لا يؤدِّي حقَّها إلَّا جاءت يومَ القيامةِ أوفرَ ما كانَت فيبطحُ لَها بقاعٍ قرقرٍ فتنطحُهُ بقرونِها وتطؤُهُ بأظلافِها ليسَ فيها عقصاءُ ولا جَلحاءُ كلَّما مَضَت أُخراها رُدَّت عليهِ أولاها حتَّى يحكُمَ الله بينَ عبادِهِ في يومٍ كانَ مقدارُهُ خمسينَ ألفَ سنةٍ ممَّا تعدُّونَ ثمَّ يرَى سبيلَهُ إمَّا إلى الجنَّةِ وإمَّا إلى النَّارِ وما من صاحبِ إبلٍ لا يؤدِّي حقَّها إلَّا جاءت يومَ القيامةِ أوفرَ ما كانت فيبطحُ لَها بقاعٍ قرقرٍ فتطؤُهُ بأخفافِها كلَّما مَضت عليهِ أُخراها رُدَّت عليهِ أولاها حتَّى يحكُمَ الله تعالى بينَ عبادِهِ في يومٍ كانَ مقدارُهُ خمسينَ ألفَ سنةٍ ممَّا تعدُّونَ ثمَّ يَرى سبيلَهُ إمَّا إلى الجنَّةِ وإمَّا إلى النَّارِ) رواه مسلم (987) / ، والزكاة أمرها عظيم لو أخرجت ، قد اطلعت في الأيام الماضية على إحصائية لبعض أرباب الأموال -إحصائية عالمية- لبعض التجار العرب فضلًا عن المسلمين ، وقد ذكرتْ هذه الإحصائية قرابة ثمانية أشخاص لو جمعت أموالهم لأصبحت قرابة أربعين مليارًا ، والمليار فيه ربع العشر بمعنى مليارات لا بد أن تخرج من الزكاة وهؤلاء لا يمثلون إلا شيئًا يسيرًا من مليارٍ في العالم الإسلامي إن لم يكن أكثر ولكن لم تخرج الزكاة من بعض من المسلمين إن لم نقل من كثير من المسلمين البتة ، وبعضهم لم يخرجها كما أراد الله -جل وعلا- ولهذا وجدت الفقر في أوطان المسلمين كثيرًا ، ولو جعلت إحصائية في عالم اليوم الذي ينادون بالتحضر ، ويلهث بعض من أبناء المسلمين وراء الغرب ؛ تجد أنه يعيش كثير من المسلمين إن لم يكن غالبيتهم العظمى ؛ فلا نبالغ حينما نقول أنهم لا يقلون عن النصف بل أقول وأجزم بأنهم كثير وكثير ، وأن الأغنياء لا يمثلون أمام الفقراء إلا نزرًا يسيرًا ؛ والواجب على الأغنياء ، وعلى من وسع الله عليهم أن يخرجوا حقًا واجبًا ليس لهم فيه خيار ، ولو أُدِّيت الزكاة كما أراد الله -جل وعلا- ؛ فإنه لن يبقى فقير لن يبقى فقير معدم ، قد حصل في عهد عمر بن عبدالعزيز -رضي الله عنه- ، وهو الإمام المهدي الذي قال فيه الإمام أحمد أنه من المهديين الذين أرادهم النبي -ﷺ- : “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين ” لمَّا عدل عدل في ملكه ، عدل في رعيته ، عدل مع نفسه ، عدل مع خالقه ، كان من لوازم عدله أن ألزم المسلمين على الزكاة ، وسارع المسلمون للزكاة ولأداء ما افترض الله عليهم ؛ فأصبح المسلمون في غنىً حتى إن بعضًا من التجار يقوم بزكاته فلا يجد من يأخذها لحلول الغنى في مجتمعات المسلمين ، وللأسف قد سمعنا أن من التجار المسلمين من يتبرع لكنيسة نصرانية ، أو لنادٍ مسيحيٍ أو يهودي ، وإذا جاء أمر الله -جل وعلا- وأمر رسوله -ﷺ- أحجموا ؛ الواجب أن يُعمل في أولائك الواجب الشرعي ، وأن يُزجروا ، ويُعزروا كما فعل عمر -رضي الله عنه- ؛ ولهذا قال أهل العلم إنه إذا امتنع حقيقة وحكمًا بخلًا بها فإنه يُؤمر بإخارجها ؛ فإن أبى فإنها تُؤخذ منه قهرًا بل جاء عن عمر -رضي الله عنه- أنه كان يأخذها ، ويأخذ مثلها تعزيرًا ، فإن آخذوها وشطر ماله عزمة من عزائم ربنا ؛ لأنها ركن من أركان الإسلام وحق للفقراء والمساكين ، والحق لا بد أن يؤخذ ولا كرامه. (شرح الأربعين النووية الحديث الثالث)
من أعظم أوصافه أنه صادق ﷺ / قال حدثنا النبي ﷺ وهو الصادق المصدوق ، أعظم البشرية كمالاً في أوصافه الخلقية والخُلقية هو النبي ﷺ ، قد أشار إلى هذا الله – جل وعلا – حينما قال : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، لهذا قال الماوردي : (إن النبي ﷺ قد اشتمل على الكمائل والصفات العظيمة من الخلقية والخُلقية ، والكمالات النفسية والبدنية ، والظاهرة والباطنة مالم يتصف به بشر قبله ولا بعده – عليه الصلاة والسلام) فمن أعظم أوصافه أنه صادق ، ولهذا لم يؤثر عنه كذبة واحدة مع حرص أعدائه على تحري شيء مما يتهمونه به ﷺ ، ولهذا كان يسمى عند كفار قريش بالصادق الأمين ، وأيضًا هو – عليه الصلاة والسلام – متصف بهذه الصفة مع الناس ، وفيما يبلغ عن ربه – عزوجل – فلا يخرج منه إلا حق ولا يخرج منه إلا الصدق – عليه الصلاة والسلام – (شرح الأربعين النووية الحديث الرابع).
الاستبراء للعرض مطلوب / قال النبي ﷺ: (ولعرضه) بمعنى أنه إذا كان يقع في الشبهات فإن الناس ينالون منه ، لأن الناس ينظرون ولو في جملة منهم على أن هذا وقع في الحرام ، فحينئذ الاستبراء للعرض مطلوب ، ولهذا قد جاء في بعض الأحاديث وهو حديث صحيح : (مَا وَقَى بِهِ الْمُؤْمِنُ عِرْضَهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ) ، ويقول بعض أهل العلم : ( رحم الله امرئ جب الريبة عن نفسه) ولهذا الذي يقع في البيوع التي يحصل فيها شيء من المشتبهات تجد أن نظرة الناس إليه ليست نظرة الذي يكون دائمًا متحرياً الحلال البيت الذي ليس فيه اختلاف لنظرات الناس ، هذا معنى قول النبي ﷺ: ( استبرأ لدينه وعرضه). (شرح الأربعين النووية ش6).
قاعدة الشريعة : على المسلم الدعوة إلى الله بالكلمة وبالموعظة وجهاد المعاند / هذه قاعدة الشريعة : أن المسلمين يجب عليهم أن يدعوا إلى هذا الدين وأن يدعون أولاً بالكلمة بالموعظة ، وبما تظمنه هذا الكتاب من دلالات وإرشاد وهداية ، هكذا سنة المصطفى ﷺ ، وإذا كان لهم شوكة وكان لهم دولة عظيمة كما كان النبي ﷺ كما كان صحابته – رضي الله عنهم – حينئذ يكون جهاد الدعوة الإبتدائي ، ليس جهاد الدفع وإنما جهاد لنشر دين الإسلام ، والقول ببعض الكتاب أن : الإسلام لم ينتصر بالسيف هذه كلمة فيها خطأ وصواب ، فالإسلام انتشر بالكلمة وبالموعظة بالهداية التي جاء بها محمد ﷺ ، وأيضًا من عاند وكابر وخالف النبي ﷺ ودعوة النبي ﷺ وصد عن دين الله وعن الطريق المستقيم فإن الشأن فيه أن يُجاهد وأن يُقاتل حتى يدخل في هذا الدين ، ولهذا قال النبي ﷺ :(أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة) . (شرح الأربعين النووية ش10)

  • الفتاوى :

السؤال : رجل طلق امرأته طلقة واحدة فهل يراجعها قبل انقضاء العدة أم بعدها؟
السؤال : ما حكم من يقرأ القرآن الكريم بنية الشفاء وتفريج الكرب؟
السؤال : هل ورد في السنة رفع اليد في الدعاء في غير القنوت والإستغاثة ؟
السؤال : ما هي الأقوال التي تفرج الكرب وما هي الأعمال التي تفرج الهم؟
السؤال : أنا شخص أضع الخبز للطيور والعصافير هل هذا العمل فيه أجر أم لا؟ ، بعض الناس يرمي بقايا الطعام في الزبالة فما توجيه فضيلتكم نحو هذا ؟
السؤال : أعيش في بلد أكثر أهلها على غير عقيدة السلف الصالح ، فإذا دعوناهم إلى العقيدة الصحيحة يكادوا يكفروننا ، ولم نتمكن من دعوتهم ، فأرجوا من فضيلتكم توجيهي في هذا الأمر.
السؤال : هل يعتبر من العقوق إذا طلبت الأم من ولدها الذهاب إلى السوق ، ورفض لأنها لا تريد إلا شيئًا كماليًا وليس ضروريًا ، وإذا رضي وذهب بها فقد تطلب منه بعد فترة قصيرة الذهاب مرة أخرى .
السؤال : شخص حلف بالله على أن يتزوج على زوجته السابقة ، فتنازل عن الزواج وصام ثلاث أيام متتالية ، فهل الصيام يجزي ؟
توجيه لمن يبذل أكبر جهده في سبيل الدنيا ومتاعها من المسلمين

يقول السائل : أقول بأني أؤمن بيوم القيامة ونعيمها ولكن عندما أنظر إلى واقع حياتي أرى أن أكثر جهدي أبذله في سبيل الدنيا ومتاعها ؛ فهل هذا يضر عقيدتي أرجو توجيهي في هذا الأمر وجزاكم الله خير الجزاء.

الأصل الركون إلى الآخرة ولكن في هذا الزمن قد تعلقت نفوسنا بالدنيا وزخارفها ، وركن كثير منا إلى هذه الدنيا ، وإلى الانصراف إليها ولهذا جُلَّ همه هو الدنيا وهذا ينطبق في حق من وقع منه هذا ، ونجد هذا من أنفسنا أن النبي -ﷺ- يقول : (من كانت الدنيا همه فرَّق الله شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأتِه منها إلا ما كتب الله له ومن جعل همه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي صاغرة).
مثال ذلك الشيخ عبدالعزيز -رحمه الله- كانت الآخرة في قلبه ، والدنيا لم تقم عنده ، ولهذا جمع الله له القلوب وأحبته ، وصدقت في محبته ، وكان له قبولًا في هذه البلد ، وفي غيرها في أصقاع الدنيا ما تأتي بلد قد ذهبنا وذهب غيرنا إلى أماكن شتى ما تجد مكانًا إلا وفيه من يشيد بهذا الشيخ ، ويدعو له ، وهذا مما يصدق به قول النبي -ﷺ- : (جمع الله شله) ؛ فأحبه الملك والمملوك ، والغني والفقير ، وكان غنيًا حكمًا إذا كتب لغني بادر إلى الاستجابة لدعوته ولهذا من ينظر إلى هذا الشيخ وإلى غيره كالشيخ الألباني أيضًا ، والشيخ محمد بن عثيمين وممن عاصروا هذه الدنيا التي انفتحت على الناس يجد أن الله جعل هذه الدنيا لم تقم عندهم ، وهمهم هو الآخرة ، وإلى تزكية النفوس ، والدعوة إلى السنة ، والدعوة إلى ما تقتضيه دعوة التوحيد ، وأقام الله بهم خيرًا كثيرًا ، ودفع بهم شرورًا كثيرة مستطيرة ، وانظر إلى كثير من الناس ممن بالغ في الغنى وبلغت الملايين والمليارات عنده تجد أنه في هم وغم ، وأنه منصرف ذهنه حتى عن العناية بنفسه ولهذا همه هو الدنيا كلامه في الدنيا لا يتكلم إلا فيها وفي جمعها أو في أصنافها ، وفي عقاراتها ولا شك أن الركون هي الدنيا وجعلها هي الهم الأكبر من عدم التوفيق على العبد لهذا قال النبي -ﷺ- :(إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى تراجعوا دينكم ).
والذل : قد يكون عامًّا ، وقد يكون للأمة ؛ والأمة اليوم يصدق عليها قول الله -جل وعلا- {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.
العرب اليوم والمسلمون في ذلة وهوان أمام الكفار وهم يطلبون رضاهم ، ولا يرون الأحسن إلا ما رآه أولئك ، ولا يرون الخير إلا فيما يراه أولئك هم تبع لهم في مناهج الحياة كلها ، وفي مقام القوى ومقام العزة أصبحت عزتهم مرتبطة بذلك ؛ فهذا هو الذل الذي لم يرتضِه الأولون ولهذا الذي يقع اليوم في فلسطين ، ويقع في الشيشان ، وفي كشمير ، وفي الفلبين وكثير من مواطن المسلمين كله بسبب ما تعانيه الأمة من الركون إلى الدنيا والبعد عن الآخرة ، والتسارع إلى المعاصي ؛ أقول إن المسلمين اليوم ينقصهم فهم التوازن في شرع الله -جل وعلا- في تقريره لحقائق هذه الدنيا ، الله -جل وعلا- ورسوله -ﷺ- قد نظروا نظرة واقعية لأمور الدنيا ؛ فينتفع منها الإنسان كما قال النبي -ﷺ- : (نِعْمَ المال الصالح للرجل الصالح). ومدرسة محمد -عليه الصلاة والسلام- تقول : كما يقول : ابن عمر -رضي الله عنه- :”اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا” لكن أن تقوم بحقوق الله -جل وعلا- فيما تكسب ، وفيما تتخذه من هذه الدنيا ؛ أن تجعل الحكم والفيصل في تصرفاتك هي الآخرة .
أما الذي ينظر اليوم إلى المسلمين ينظر أنهم ينظرون إلى الدنيا كما ينظر إليها الرأس مالية ؛ اقتصادهم ينظرون إلى الرخص وللأسف هناك من يفتي فتاوى باطلة ، وفتاوى فيها ترخصات لا تقوم على مبادئ صحيحة ، وإنما هي نظرة إلى تيسير أمور الناس بما تشتهيه أهواؤهم ، ومتطلباتهم الاقتصادية بدون النظر إلى الأصل ؛ إذًا لا بد حتى تقوم هذه الدنيا قيامًا صالحًا أن ننظر إلى هذه الدنيا بتوازن على وفْق كتاب الله ، وعلى سنة رسوله -ﷺ- (شرح الأربعين النووية ش3).

السؤال : فهم بعض الناس من قوله ﷺ : (أنا لا أصافح النساء) أن ذلك خاص به ، فنرجوا تفصيل هذه المسألة ؟ (شرح الأربعين النووية ش5).
السؤال : هل يجوز قول القائل : علمه بحالي يغني عن سؤالي؟ (شرح الأربعين النووية ش6).
السؤال : ماحكم شراء أفلام الكارتون التي تباع في التسجيلات الإسلامية ، وهي تشتمل على صور للأشخاص وبعض الحيوانات ، وهي غالبًا تكون تربوية للأطفال ، وتعالج بعض الأمور مثل الصدق والكرم والشجاعة وطاعة الوالدين وغيرها من الأخلاق الحميدة وتحث عليها ، فما حكم شراءها للأطفال ؟ (شرح الأربعين النووية ش6).
السؤال : هل يجب إجابة حفلات الزواج في هذا الوقت – بعد صلاة العشاء – علمًا بأنه لا يوضع العشاء غالبًا إلا في الساعة الواحدة إذا كان يخاف أن ينام عن صلاة الفجر ؟(شرح الأربعين النووية ش6).
السؤال : ما حكم سماع الغناء ، حيث تساهل الناس فيه ، وما هي مضار الغناء على المسلم ؟ (شرح الأربعين النووية ش6).
الكتاب الذي أشار له الشيخ يمكتكم تحميله من هنا : تحميل
السؤال : كيف يربي المسلم نفسه على الإفتقار لله والخضوع إليه ؟ (شرح الأربعين النووية ش6).
السؤال : ما صحة الحديث الذي معناه : من حافظ على تكبيرة الإحرام خلف الإمام أربعين ليلة كتبت له براءتان : براءة من النار وبراءة من النفاق ، وما معناه ؟ (شرح الأربعين النووية ش6).
السؤال : كيف يمكن تحقيق الخشوع في العبادة كالصلاة وقراءة القرآن حتى درجة البكاء ؟ (شرح الأربعين النووية ش7).
السؤال : ما حقيقة تلبس الجني بالأنسي وهل هو ثابت ؟ (شرح الأربعين النووية ش7).
نصيحة وتوجيه للمسؤولين من الحكام والأمراء وكل من تحمل مسؤولية (شرح الأربعين النووية ش7).
السؤال : ما منزلة ابن/ة الزنا في الإسلام ، وهل له حقوق وواجبات نحونا ، وما الحكم في الإسلام بالتزوج منهم ، مع تنبيهكم حفظكم الله على خطر هذه الجريمة العظمى ؟ (شرح الأربعين النووية) .
السؤال : ما حكم المدير المسؤول الذي يكلف شخص بالتجسس على زملائه في العمل وبهذه المعلومات يتخذ قراراته ؟
السؤال : حكم الجوائز التي يحصل عليها من مسابقات المهرجانات ؟
السؤال : هل يمكنني أخذ بعض الشعر الزائد تحت الشفة السفلى وهو ما يسمى بالذقن (العنفقة) ؟ (شرح الأربعين النووية ش6).
السؤال : هل له أن يصلي الفرائض التي ضيعها من قبل ؟ (شرح الأربعين النووية ش6).
السؤال : هل يقع الطلاق بإخراج صك إثبات الطلاق وإرساله للمرأة أم إنه لا يقع إلا بالتلفظ المباشر على المرأة ؟ (شرح الأربعين النووية ش6).
السؤال : رجل يشتري سيارات بالنقد ويبيعها بالتقسيط ، كيف يزكيها ، هل يزكي الأقساط التي لم تحل ، أم يزكي ما يرد إليه من الأقساط ؟
السؤال : بعض المصارف تعطي القروض السكنية والتجارية وعند الرد لها ندفع زيادة عن المبلغ من قبل بنسبة 7% ، فهل هذا يجوز ؟ (شرح الأربعين النووية ش10).
السؤال : هل يجوز الإستنجاء بماء زمزم حيث إنه قد جاء في الحديث : (أنه طعام طعم) ، أم لا يجوز ذلك ؟ (شرح الأربعين النووية ش10).
السؤال : هل الدعاء في الروضة الشريفة مستجاب ؟ (شرح الأربعين النووية ش10).
السؤال : ما حكم قراءة سورة الفاتحة على روح سيدنا محمد ﷺ ؟ (شرح الأربعين النووية ش10).
السؤال : ما حكم قراءة سورة الفاتحة وتكرارها بنية الشفاء من الأمراض ؟
السؤال : حكم قراءة سورة الفاتحة بعد الدعاء ؟
السؤال : أنا مريض بمرض الربو وأتعب بالمشي إلى المسجد وأصلي مع زوجتي وبناتي في جماعة فهل تجوز صلاتي بالمنزل أم لابد من الذهاب إلى المسجد في كل الأوقات ؟
السؤال : هل يجب العدل بين الزوجات من ناحية الجماع ؟
السؤال : إذا كان بناء القباب فوق القبور غير جائز فما تفسيرنا لوجود قبة من القباب في قبور كثير من الصالحين في العالم الإسلامي ؟
السؤال : أنا رجل أعمل في محل بيع من الساعة 9 حتى الساعة 2 بعد منتصف الليل ، ثم أنام بعد ذلك ولا أستيقظ كل يوم إلا الساعة 9 صباحاً ولا أصلي صلاة الصبح إلا الساعة التاسعة فهل صلاتي مقبولة ؟
مجموع فتاوى دروس الأربعين النووية
  • 1443/10/24
  • مشاهدات : 321
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري