241 – عن أَبي هريرة رضي اللَّه عنه قَالَ: سمِعت رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول: (كُلُّ أَمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ المُجاهرينَ، وإِنَّ مِن المُجاهرةِ أَن يعمَلَ الرَّجُلُ بالليلِ عمَلاً، ثُمَّ يُصْبحَ وَقَدْ سَتَرهُ اللَّه عَلَيْهِ فَيقُولُ: يَا فلانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْترهُ ربُّهُ، ويُصْبحُ يَكْشفُ سِتْرَ اللَّه) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
هذا الحديث في ذم المجاهر بالمعصية والذي يظهر المعصية ويعلنها ، وقد تقع منه خفية ليلًا لا يعلم به إلا الله – سبحانه وتعالى – ، ثم يصبح يهتك ستر الله عليه ويخبر الناس بما صنع من معصية الله – تبارك وتعالى – في ليله ، فيقول : عملت البارحة كذا وعملت كذا يعدد المعاصي التي أرتكبها ، وهذا مجاهر ، وفي الحديث : (كُلُّ أَمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ المُجاهرينَ) المجاهرة بالمعصية أمرها خطير جدًا .
والمصنف – النووي – رحمه الله – ينبه بهذا الحديث إلى أن الناس صنفان :
- صنف يستتر بستر الله – تبارك وتعالى – ، فلو عرف أحد بشيء من حاله فلا يكشف ستر الشخص ، فليستر عورته ، ولا يشيع خطأه ، كما أنه يحب لنفسه أن يُستر فليسر على الآخرين .
- وصنف آخر من الناس مجاهرون ، مستهترون في الحرمات ، متعدون على عباد الله – سبحانه وتعالى – ، فهؤلاء الذين يتناولهم قول المؤلف – النووي في الباب – : (لغير ضرورة) ، مثل هؤلاء تقتضي الضرورة أن تُبين حالهم حتى لا يتضرر بهم الآخرون .
- (شرح رياض الصالحين) .