مشاهدة : علم النجوم الجائز منه والممنوع – الشيخ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي

 

{علم النجوم الجائز منه والممنوع}

• قال الإمام البربهاري – رحمه الله – : (وأقل من النظر في النجوم، إلا بما تستعين به على مواقيت الصلاة، واله عما سوى ذلك فإنه يدعو إلى الزندقة) ، قال الشيخ ربيع : يعني النظر في النجوم منه الجائز، ومنه المحرم وما يجر إلى الشرك والزندقة، فالجائز هو علم التسيير، يسمونه علم التسيير معرفة سير النجوم، فيستعان بذلك على معرفة أوقات الصلاة بزوال الشمس وبغروبها، وبطلوع الكواكب، ويُهتدى بها إلى القبلة، ومنه معرفة الفصول، ومواسم الزراعة، يعرفون به ما الذي يصلح في هذا الوقت، وما الذي لا يصلح، فهذه أمور يحتاج إليها البشر، وهي جائزة، ويستعينون بها على معرفة أسباب معيشتهم وأسباب دينهم، يستعين بها على معرفة شيء من دينهم كالقبلة يهتدى إليها بالنجوم والسير في البر والبحر، كما قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)) (النحل :١٦) ، وقال الإمام قتادة رحمة الله : (خلق الله هذه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء ، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به » رواه البخاري ، قال تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6)) الصافات ، وكما قال تبارك وتعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)) تبارك ، فالله خلقها لتكون زينة للسماء الدنيا، هذه الشمس والقمر والكواكب زينة عظيمة لهذه السماء، وجعلها الله أيضًا رجومًا للشياطين ، وجعلها علامات يهتدى بها في السير في البر في البحر في الليل والنهار، لمعرفة استقبال القبلة، المعرفة ما ذكرناه من معرفة الفصول الزراعية، ومواسمها، وما يصلح في هذا الوقت وما لا يصلح بمعرفة هذه النجوم الثريا والهقعة والهنعة والزبرة والطرفة … إلى آخره، هذه الأشياء يعرفون ماذا يصلح في هذا الفصل، وماذا يصلح في هذا الفصل. قال: (والهَ عما سوى ذلك فإنه يدعو إلى الزندقة)، نعم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمة الله – في الفلاسفة: (إنهم يفنون أعمارهم في معرفة سير الكواكب لأن ذلك يساعدهم على الشرك، والسحر، يستعينون بذلك على السحر والشرك، والعياذ بالله. فلا يأخذ منه الإنسان إلا علم ما أباحه الله، وهو ما يحتاج إليه الناس، وأما ما يكون شركًا وسحرًا وما شاكل ذلك فهذا – والعياذ بالله – لا يجوز تعلمه، وكفى أنه شرك وسحر. فالناظر في النجوم، يقول: الذي يتزوج في الوقت الفلاني يحصل له كذا، والذي يسافر في الوقت الفلاني يحصل له كذا… إلى آخره، والذي يولد في الوقت الفلاني يكون كذا وكذا، ومن نجمه السنبلة ومن نجمه المريخ يحصل له كذا وكذا، يعني هذه كلها سحر وشرك، والعياذ بالله (شرح السنة للإمام البربهاري(ج2ص226)).

 

  • 1444/12/24
  • مشاهدات : 222
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري