فالمشرك بالله تعالى قد خسر الآخرة لا ريب؛ لأنه في النار خالدًا, وخسر الدنيا؛ لأنه قامت عليه الحجة، وجاءه النذير, ولكنه خسر, لم يستفد من الدنيا شيئًا, قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [الزمر:15]. فخسر نفسه؛ لأنه لم يستفد منها شيئًا، وأوردها النار وبئس الورد المورود، وخسر أهله؛ لأنَّهم إن كانوا مؤمنين فهم في الجنة، فلا يتمتع بِهم، وإن كانوا في النار فكذلك؛ لأنه كلما دخلت أُمَّة لعنت أختها.