قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ – رحمهُ الله -: وبكلِ حال، فالعبدُ مفتقرٌ إلى الله، في أنْ يَهديَهُ ويُلهِمَهُ رُشدَه. وقدْ يكونُ الرجلُ من أذكياءِ الناس، وأحدَّهُمْ نظراً، ويَعمِيهِ عن أظهرِ الأشياء، وقدْ يكونُ مِنْ أبلدِ الناس، وأضَعَفِهِمْ نَظراً، ويَهدِيَهُ لِمَا اختُلِفَ فيهِ مِنَ الحقِّ بإذنه، فلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلا به. فمنِ اتَّكَلَ على نظرهِ واستدلالِه، أو عَقلِهِ ومعرفتِه، خُذِل. ولهذا كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، في الأحاديثِ الصحيحةِ كثيراً ما يقول: (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوب، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك)، ويقولُ في يَمينِه: (لا ومُقَلِّبِ القُلُوب) (درء التعارض)(9/34).