السؤال : يقول السائل هل مقاطعة منتجات الكفار له أصل في كتاب الله وفي سنة رسول الله ﷺ ؟
الجواب : هذا عجيب هذا السؤال ؛ فأما الشق الأول وهو مقاطعة منتجات الكفار فنقول : إن الأمر في هذا عائد إلى ولاة الأمور ؛ فهم الذين يضرمون مثل هذا وينقضونه ، فالأمر عائد إليهم ، وفي ذلك أيضًا تضييق على الناس هذا من ناحية .
ومن ناحية ثانية : رسول الله ﷺ ونحن نعلم جميعًا أذى يهود له ، ماذا كادوا له من المكائد ؟! سموه ؛ حاولوا سمّه -عليه الصلاة والسلام- ، وحاولوا قتله -عليه الصلاة والسلام- ، وتحزبوا ضده مع الأحزاب ، ونكثوا بالعقد والعهد الذي أبرموه معه -عليه الصلاة والسلام- ومع ذلك كان يخدمه غلام يهودي ، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام من شعير -عليه الصلاة والسلام- هذا من ناحية .
وناحية ثالثة : أقول : إن بعض من يقول بمثل هذه المقالة يغفل عن أمرٍ أكبر من هذا ، وهو أنه يقاطع في الجبنة ويشتري السيارة الكدلك ، ويقاطع الجبنة ويشتري الجي أم سي ، ويقاطع الجبنة ونحن نشتري منهم الدبابة بميزانية عشرين سنة من الأجبان والألبان ، هذا غير صحيح ؛ فالشاهد أن هذا الأمر -وفقني الله وإياك- أيها الأخ السائل قد أفتى فيه أولي الأمر ، الذين يرجع إليهم في هذه المسائل النازلة العامة وهم الهيئة ، وقد بينوا ذلك بيانًا كافيًا وافيًا شافيًا ؛ فلا قول بعد ذلك لأحد نعم .