السؤال : قول النبي ﷺ : ” من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة “ ، يقول : لفظة العلم هنا أتت نكرة فهي تفيد العموم ، فهل هذا صحيح ؟ .
الجواب : لا ، قال النبي ﷺ : ” من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سلك الله به “ أو ” سهل الله له به طريقًا إلى الجنة “ ثم بين في هذا الحديث أن : ” العلماء ورثة الأنبياء “ ورثة ايش ؟ ، الأنبياء ” وأن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثوا العلم “ طبعًا الحديث طويل حديث أبا الدرداء ” فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب “ إلى أن قال ﷺ : ” وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهماً ، وإنما ورثوا العلم “ فالعلم ميراث النبي ﷺ وأهله أهل النبي ﷺ ” وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر “ فهنا جاء العلم معرفًا ، ثم أيضًا مبين في قوله : ” ورثوا “ والميراث الذي ورثوه هو : الكتاب والسنة ، الحديث ، هذا الذي ورثه النبي ﷺ .
وقد ذكر ذلك ابن حبان في صحيحه ، لما ذكر – رحمه الله – هذا الحديث ، قال : ” من لم يعرف الحديث ويدريه فهو ليس من وراث النبي ﷺ ”
فهذا المراد به يا أخي السائل العلم الشرعي الذي ورثه الرسول ﷺ ، علم الكلام لم يورثه النبي ﷺ ، الفلسفة لم يورثه النبي ﷺ ، الكيمياء والفيزياء والرياضيات وهذه الأشياء ما ورثها النبي ﷺ ، وإنما جاء بالعلم الذي أحيا الله به القلوب .
هذه العلوم كما قلنا : يؤخذ منها ما تصلح به حياتنا وتستقيم به ، وما زاد على ذلك فهو مله عن العلم الذي جاء به رسول الله ﷺ ، نعم .