السؤال : ماقولكم في صحة الحديث الذي ورد عند أبي داود في كتاب الطهارة بعنوان : ( كراهية الكلام في الخلاء ) ، وذكر الحديث وآخره قوله ﷺ في الكلام في الخلاء : ( إن الله يمقت على ذلك ) ؟
الجواب : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا يَخْرُجُ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ كَاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتِهِمَا يَتَحَدَّثَانِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ» ، وفي سنده مقال ، نعم ، وبعض من أهل العلم يحسنونه .
والكلام على قضاء الحاجة لا يجوز ، ويدل له الحديث الصحيح في أن رجلاً سلم على النبي ﷺ وهو يبول فلم يرد عليه السلام ، ثم لما توضأ سلم عليه ﷺ (1) .
الشاهد أنه وإن قيل إن في هذا في سنده كلام وجمع من العلماء أيضًا يحسنه ، فإن من آداب قضاء الحاجة أن لا يتحدث الإنسان وهو في حال قضاء الحاجة ؛ إلا إذا جاءت ضرورة كمهلكة مثلاً جاز له ذلك ، كلو اشتعلت نارًا في البيت فصاح ونحوه فإن أهل العلم اجازوا ذلك .
وَمِلْ عَنِ القِبْلَةِ لاَ مُسْتَقْبِلاَ ولا تُحَادِثَنْ أَخَاكَ فِي حَالِ الخَلاَ
نعم .
(1) – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ أَبِي سَاسَانَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُولُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ، ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ ” إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ أَوْ قَالَ: عَلَى طَهَارَةٍ ” رواه أبو داود كتاب الطهارة ، باب أيرد السلام وهو يبول .