السؤال : هل يصح قول : أن النبي ﷺ سيد الكائنات ؟
الجواب : النبي ﷺ ما قال عن نفسه هذا ، وإنما قال : (أنا سيدُ ولدِ آدمَ)(1) ، وأفضل المخلوقين بنو آدم (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) ، صح وله لا ؟ ، ثم (وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)(سورة الإسراء) فإذا كان أفضل المخلوقات هو هذا الإنسان ، فالنبي ﷺ سيد بني آدم ، وحينئذ فهو من باب أولى في البقية ، فالشاهد هذه من الألفاظ الصوفية وينبغي البعد عنها ، ويُلتزم بالألفاظ الشرعية النبوية ، فالنبي ﷺ قال : (أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ ولا فخر) ، ونسب السؤدد والسيادة إلى يوم القيامة : لأن يوم القيامة مافي معاند ، ففي الدنيا عانده معاندون وادعوا وإن كانوا كذابين ، في الآخرة يظهر من هو السيد التي تظهر فضائله ، فالناس كلهم تحت لواءه (يَومَ القِيامَةِ ولا فخر) آادم فمن دونه ، والشفاعة يتقاذفها الأنبياء من آدم – عليه السلام – إلى أن تنتهي إليه الشفاعة العظمى ، فهنا يظهر السيد وله لا ؟ ، ويعترف المنكر رغم أنفه وله لا ؟ ، يعترف مافي منازع ، فلذلك قال الله – جل وعلا – مخاطبًا نبيه ﷺ : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا (79)(سورة الإسراء) والنبي ﷺ فسر هذا المقام المحمود بأنه الشفاعة (أنه لا ينبغي إلا أن يكون لعبد من عباد الله ، وإني لأرجوا أن أكون أنا هو ، فسألوا الله علي ، ومن سأل حلت له شفاعتي)(2) فهذا بعد الأذان نحن دائمًا نسأل للنبي ﷺ الوسيلة الوفضيلة فإن هذه المنزلة منزلة عالية تفضل الله – سبحانه وتعالى – بها على نبيه .
ثمَّ اسْأَلِ اللهَ لَهُ الوَسِيْلَهْ وَبَعْثَهُ المَقَامَ وَ الفَضِيْلَهْ
نعم .
(1) – صحيح مسلم (2278) .
(2) – (إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ) صحيح مسلم (2278) .