السؤال : هل يعتبر التوسع في الرؤى والأحلام من العلم الغير نافع ؟
الجواب : لا شك أن التوسع في طلب معرفة الأحلام والرؤى أنه من العلم غير النافع هذا باب ، وباب آخر ينبغي التنبيه عليه هو : أن يعلم أن مسألة تفسير الأحلام ليست علمًا يُتعلم ، وإنما هي هبة من الله – تبارك وتعالى – ، والتعلم لها مهما حاولت ما يكون له نتيجة ، قال الله – سبحانه وتعالى – عن يوسف عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام : (قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ۚ ذَٰلِكُمَا) ايش ؟ ، (مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) ثم علق هذا التعليم والفضل من الله على سبب : (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) إلى آخر الآيات ، فعزى هذا الفضل من الله عليه إلى التوحيد الذي تمسك به ، والايمان الذي من الله به عليه فقام به ، فرزقه الله – جل وعلا – هذا الفضل ومنها معرفة الأحلام ، تفسير الأحلام والرؤى ، فالشاهد أن هذا العلم هبة من الله فلا يُتعلم ، وقد عرف به في المسلمين أُناس معدودون من أشهرهم : محمد بن سيرين – رحمه الله تعالى ورضي عنه – التابعي الشهير ، وقد كثر النقل عنه في التعبير في ذلك واشتهر ،وأما الكتاب المنسوب إليه فهذا كذب ، لا يصح نسبته إليه بحال من الأحوال ، فأنا أقول لأخي السائل تعلم ما ينفعك في دينك ، تعلم العلم الشرعي ، علم العقيدة ، علم الحديث ، علم التفسير ، علم الفقه ، علم أصول الفقه ، علم أصول الحديث ، المصطلح ،علم التجويد وهكذا ، نعم .