مسألة الموت الدماغي وحكم سحب أجهزة التنفس – الشيخ : محمد بن هادي المدخلي
السؤال : ما تقولون في مسألة الموت الدماغي الذي يقرر الأطباء بعد ذلك إزلة أجهزة التنفس عن القلب وإن كان ينبض ، لأنهم يقولون الموت الحقيقي هو موت الدماغ ؟
الجواب : الدماغ متعلق بالقلب ، ومادام القلب حي فإنه لا يجوز لهم أن يسحبوا عنه هذه الأجهزة ، حتى يتوقف ، فإذا توقف يكون هذا الموت هو الحقيقي ، قال الله – جل وعلا – : (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ)(سورة سبأ)، وأنتم تنظرون إلى النائم شبه ميت ، قال الله – جل وعلا – : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا)(سورة الزمر) الآية ، إذًا النوم هو الموتة الصغرى لأن الإنسان لا يعي ، ولا يحس ، ولا يدري ما يجيء بجانبه وإن كان يتنفس وقلبه يعمل ، وهذا من رحمة الله – تبارك وتعالى – به ، أن الدماغ هنا ساكن في الليل لولا ذلك ما حصلت الراحة الجسدية ، لكن القلب يبقى ، فهو حي مهما كان ، فهي ميتة صغرى ، فالشاهد الأجهزة هذه التي تركب على المريض على هذا النحو لا يجوز بحال من الأحوال أن تُسحب عنه ، وتبقى عليه حتى يأخذ الله – سبحانه وتعالى – روحه ، وحينئذ يكونون قد أدوا ما عليهم ، والله أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
- شرح كتاب (بيان فضل علم السلف على علم الخلف (ش : 2).
