السؤال : يقول إذا أتى شيخ سلفي إلى جمعية إحياء التراث أو جمعية التربية ، هل يذهب السلفيون لهذا الشيخ السلفي مؤازرة له ؟
الجواب : والله هذا الشيخ السلفي يُنصح في هذا ولو كان شيخًا سلفيًا ، ويُعلم أن هذه الجمعية ليست سلفية ، أو هذه الجماعة ليست سلفية ، ويقال له : أنت الناس يغترون بك فيضلون بسببك ، قال الحسن البصري – رحمه الله – لابن يسار حينما قال: ” الحمد لله إني ما ضربت في الفتنة بسيف – فتنة ابن الأشعث في الخروج على الخليفة في العراق ، مسلم بن يسار – ، قال له : ” لكن يكفي أنك كنت ذاك اليوم معها ، الناس يرونك فيقولون : هذا مسلم بن يسار ، خرجوا معهم بسببك ” فكان يبكي حتى يشفق عليه الحسن ، يكفي أن يراك الناس يقولون : هذا مسلم بن يسار ، لو كان هذا الفعل ماهو صحيح ماخرج فيهم مسلم بن يسار ، لو كان هؤلاء ماهم على حق ما خرج معهم مسلم بن يسار ، وقد كان مسلم بن يسار أجل قبل ذلك وأعلى عند الناس في التابعين من الحسن البصري ، فمن ذلك الحين علا الحسن ، وارتفع الحسن ، ولم يُذكر مسلم بن يسار كما ذكر الحسن ، هذا مسلم بن يسار ، الحمد لله يقول أنا ما ضربت بسيف ، صح ، لكني ما قاتلت ولا قتلت ولا أزهقت نفسًا ولا سفكت دمًا ، قال : يكفيك بس أن الناس ضلوا بسببك ، فالعالِم ولو كان عالمًا ، والشيخ ولو كان شيخًا الحق أحق منه ، وأعلى منه ، ولو تُرك هذا الباب باب النصيحة استحياءً أو إجلالاً ونحو ذلك لضاع الدين ، لكن يُقال للعالِم الفلاني والشيخ الفلاني : هؤلاء لا تأتي إليهم ، طريقتهم غير صحيحة ، وليسوا على عقيدة سلفية ، فإن أبى قيل : فلان يذهب ولا يوافقه على ذهابه كائناً من كان ، وهؤلاء أهل خلاف للسلفيين ، والعقيدة السلفية ، والطريقة السلفية ، والشيخ الفلاني لعل له تأول ، لكن تأويله مردود عندنا ، لم ؟ ، لأن الناس بعد ذلك ستجدون مصداق ما قلته لكم سيحتجون بذهابه ، ويقولون : لو كان فيهم شيء ما راح لهم فلان ، فهذا الذي قلناه هذا قول السلف ، فحينئذ ينظر أي الطرفين أحق بالحق ، فهذا هو الواجب علينا جميعًا ، وأما أننا نذهب نكثر أو نشد من الأزر هذا غير صحيح ، نحن إذا كثرنا عددهم الآن نحن نعاني من مشكلة ذهاب شيخ واحد ، فإذا ذهب أشياخ وذهب عدد من طلبة العلم ومن عموم أهل السنة زادت البلية والمحنة ، فهذا قول غير صحيح وهو قول باطل مهما كان مصدره ومن كان فاعله ، نعم ، والذي عليه السلف هو الذي سمعتم ، والحمد لله هذه كتب عقائد السلف المسندة بين أيدينا ، وإذا جائنا المسند فنحن نتمسك به ، ومن تمسك بالأثر فهو على خير ، فهو على الطريق مادام متمسكًا بالأثر ، وما ضل الناس إلا بسبب تفريطهم في تطبيق هذه النصوص والآثار السلفية التي وردت عن خير القرون – رضي الله عنهم – ، يقول عمر بن عبدالعزيز : ” قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفُّوا، ولهم على كشفها كانوا أقوى ” فرضي الله عنهم جميعًا وأرضاهم هذا موقفهم ، فنحن يجب علينا أن نقف حيث وقفوا ، ولو كان هذا الباب خير لسبقونا إليه – رحمهم الله تعالى – .