السؤال : أحسن الله إليكم هذا سائل يقول : كيف نجمع بين حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- : لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه ، وحديث : إن للصابر من أمتي أجر خمسين شهيدًا ؟
الجواب : هذا لو قلت لكم الآن مثال تقريبي ، طالب يطلع على دفعته في الصف “الأول” يطلع على الدفعة “الأول” ، جاء في مادة من المواد وبدل ما يأخذ :- “خمسة وثلاثين من خمسة وثلاثين” أخذ :- ثلاثة وثلاثين من خمسة وثلاثين ، وأعمال السنة :- “ثلاثة عشر من خمسة عشر ” كم صارت ؟ هاه ؟! “ستة وأربعين من خمسين” ، والفصل الثاني جاب :- خمسين من خمسين” صار المجموع كم ؟ “ستة وتسعين” واحد تقديره جيد جدًا ، وإذا جاء مع الأوائل ، وصادفته الحظوظ ووفقه الله -جل وعلا- جاء ترتيبه :- “التاسع” في هذه المادة التي أخذ فيها الأول :- “ستة وتسعين” هو أخذ فيها :- “مئة من مئة” فهل يلزم منه أن يكون هو الأول ؟ هاه ؟! هو أخذ في مادة واحدة “مئة من مئة” لكن هذا الأول عليه في جميع المواد ؛ فهؤلاء للصابر منكم أجر خمسين ، قالوا : منا أو منهم ؟! قال : بل منكم .
المراد بهذا الأجر : مقابل صبرهم في حين أنهم في زمن فتنة ، ولا يوجد النصير لهم ، ولا يوجد من يصبرهم بعد الله – جل وعز – كما كان يُصَبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم أصحابه ؛ فاستحقوا من هذه الناحية تعظيم ومضاعفة الأجر لهم بسبب صبرهم مع هذا الذي ذكرنا ، وليس معنى هذا أنهم أفضل من الأصحاب -رضي الله تعالىٰ عنهم أجمعين- نعم.