ملف الفتوي الصوتي عدد الملفات المرفوعه : 1

الرد على من يتوسع في مفهوم اختلاف علماء أهل الإسلام رحمة

السؤال : أحسن الله إليكم نختم بهذا السؤال يقول : ما قولكم -حفظكم الله- فيمن يُوَسِّعُ هذا المفهوم ويقول : إن اختلاف علماء أهل الإسلام “رحمة” ، ويستدل له باختلاف بعض الصحابة في بعض المسائل العملية -جزاكم الله خيرًا- ؟


الجواب : هذا خلاف مُبَطَّنْ ، هذا الكلام خلاف مبطن ، إن أراد به الخلاف فيما يسوغ فيه الخلاف ؛ كالخلاف بين مالك وتلميذه الشافعي ، وتلميذ تلميذه الإمام أحمد ؛ هذا يختار في المسألة كذا والمسألة كذا ؛ فهذا توسيع من الله – جل وعز – على الناس ، وهو بحسب اجتهادهم -رضي الله عنهم- ، فهذا العالم اجتهد فوصل إلى القول كذا في هذه المسألة ، وخالفه تلميذه وهو الشافعي فوصل إلى القول كذا في هذه المسألة ، وخالف الشافعي تلميذه أيضًا أحمد ؛ فوصل إلى القول كذا في هذه المسألة ، وكل واحد منهم إنما خالف لأجل الدليل ؛ فهذا الأمر فيه سهل . أما إن أريد به أن الاختلاف “رحمة” على إطلاقه فهذا قول باطل ، الاختلاف “نقمة وشر ” وهذا في الغالب يطلق في هذه الآونة للتغطية على الخلاف في أصول الملة ، وهذا غير صحيح ، ما يمكن أن أتفق أنا ومن يقول في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يقول مما ذكرنا لكم طرفًا منه ، وما يمكن أن تتفق أنت الذي تعتقد إن الله في السماء ، وأنه يتكلم ، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر نزولًا يليق بجلاله وعظمته على الوجه اللائق به -سبحانه وتعالى- وبين من ينفي ذلك ؛ لا يمكن أن تتفق أنت ومن يقول : إن الله حَآلٌّ في كل مكان.

لا يمكن أن تتفق أنت الذي تقول : أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ، نزل به جبريل الروح الأمين -صلوات الله وسلامه عليه- على محمد -صلى الله عليه وسلم- ، لا يمكن أن تتفق أنت ومن يقول : إن القرآن مخلوق بحال من الأحوال ويقال : إن هذا الاختلاف رحمة ؛ لا هذا نقمة . لا يمكن أن تتفق أنت ومن يزعم أن للأولياء كما يزعم في قبورهم تصرفات ؛ فيستجيبون لمن دعاهم ويغيثون من لجأ إليهم ، ويفرجون عن المكروب ، لا يمكن أن تتفق أنت وهذا ، فإذا أراد هذا فهذا كلام باطل ترده النصوص من كلام الله -سبحانه وتعالىٰ- وكلام رسوله -صلى الله عليه و سلم- .

وإن أراد الأول الذي وَسِعَ الأئمة والأمة من قبلها فنعم ؛ فهذه كتب الفقه مدونة والخلاف بين الأئمة الأربعة الذين هم أشهر الأئمة فضلًا عن أئمة التابعين ، وأتباع التابعين ، وممن ذُكِرَتْ فتاواهم وليست لهم مذاهب الآن قائمة ، ومدارس قائمة تنصر مذاهبهم ، ومع ذلك هم إخوة ، وأحبة وليس بينهم إلا المودة فنسأل الله -سبحانه وتعالىٰ – أن يثبتنا وإياكم جميعًا على الحق والهدى حتى نلقاه ، كما نسأله -سبحانه وتعالىٰ- أن يرزقنا وإياكم الفقه في دينه إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين ، -وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد- . 


  • من محاضرة بعنوان : ( حق الصحابة رضي الله عنهم ) .

شاهد-على-اليوتيوب

  • 1441/05/06
  • مشاهدات : 299
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري