هل يجب الرفق واللين في النصيحة والدعوة

السؤال : النصيحة باللين والرفق في الدعوة ، هل هو واجب ؟

الجواب : نعم ، الله – سبحانه وتعالى – قال لرسوليه الكريمين موسى وهارون – عليهما الصلاة والسلام – وعلى نبينا معهم أفضل الصلاة والسلام ، حينما أرسلهما إلى فرعون قال : (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44) ، ويقول النبي ﷺ :(إن الله رفيق يحب الرفق بالأمر كله ،ويعطي عليه مالا يعطي على ما سواه) وفي لفظ : (مالا يعطي على العنف ولا على ما سواه) ؛ يقول النبي ﷺ هذا ، (إن الله رفيق) فمن أسماء الله – سبحانه وتعالى – الرفيق ، (يحب الرفق ، ويعطي عليه مالا يعطي على ما سواه) ، فينبغي للإنسان أن يكون رفيقًا ، وكذلك قوله – عليه الصلاة والسلام – في الحديث في الصحيح لعائشة رضي الله عنها :(ماكان الرفق في شيء إلا زانه ، ولا نزع منه إلا شانه) ؛ ولكن هذا مع من يستحقه ، يعني مع الجاهل حتى يعلم ، مع الغريب حتى يفهم ، ومع أيضًا غير المسلم إذا وفد حتى يُحبب في شرع الله وفي دين الله – تبارك وتعالى – ؛أما المعاند ، والحارب ، والمصر على الباطل ، والمنافق فهؤلاء قد قال الله لنبيه – عليه الصلاة والسلام – (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)) ، وأهل الأهواء والبدع من كان منهم على بدعته بسبب جهل وتقليد فيرفق به ؛ وأما إن كان على علم ويدعو إليها فهؤلاء يُغلظ في الإنكار عليهم لأنهم معاندون ،فهناك تفصيل ، فالرفق في موضعه مطلوب وطيب ؛ ووضعه في غير موضعه شين ويزري بواضعه .

• السؤال مقتطف من شرح كتاب الصيام من زاد المستقنع .