السؤال : يقول نعمل في جهة حكومية جاءت لنا الأوامر مؤخرًا بحلق شعر اللحية بحيث لا يتجاوز طولها ٢سم ، من يخالف الأوامر يهدد بالطرد من الوظيفة لكن التهديد حتى الآن غير رسمي ، ما قول سماحة الشيخ صالح في ذلك مع الإشارة إلى صعوبة الحصول على وظيفة ؟
الجواب : بل لا أقول صعوبة الوظيفة ، بل إني أرجوا من دولة الإمارات وهم بحمد الله أهل سنة ، وأهل مقام عربي أصيل وأهل مكانة في المجتمع العربي عامة ، ينبغي أن تكون لهم مواقف تحسب لهم ويشكرون عليها ، وأن لا ينظروا إلى ما يعد من سنة رسول الله ﷺ نظر الإزدراء ، إذا ارتكب الإنسان خطأ في نفسه ينبغي أن لا يغرم الناس على ارتكاب ذلك الخطأ ، ألا يرون تبدل قيادات بقيادات ، وتحول زعماء بدل زعماء ، ينبغي أن يحمدوا الله على ما من به عليهم في ولايتهم ، واستمرار نفوذ سلطانهم خشية أن يغار الله على دينهم فيغير ، ألم يعلموا أن الله يقول : (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)(إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) ، أرجوا أن يكون المسؤولون بالإمارات وقد وردني أكثر من سؤال في هذا المقام في أكثر من موقع في الحرم المكي وفي محاضرة بالطائف يستنكر الناس هذا الموقف ، ورجوت الله – جل وعلا – أن يهدي المسؤولين في دولة الإمارات وغيرها من الدول أن لا يلجأوا الناس إلى مخالفة سنة رسول الله ﷺ وألا يحملوهم على بغض الولاة فإن الولاة إذا أمروا الناس بما يرون أنه مخالف لهدي محمد ﷺ ، وإذا نهوهم عن شيء يرون أنهم ينهون عن موافقة رسول الله ﷺ سوف تمتلئ قلوبهم من الحقد والكراهية لمن يأمر بذلك أو ينهى عن سنة ، أرجوا أن لا يكون المسؤولون في دولة الإمارات عونًا للشيطان على تأليب القلوب عليهم ، إني أحب لهم أن تستمر القلوب على محبتهم والتعاون معهم وإكرامهم وإحترامهم والله المستعان .