ملف الفتوي الصوتي عدد الملفات المرفوعه : 1

هل الشيخ ربيع المدخلي عنده شدة في مسائل الجرح

 


أما السؤال بخصوص الشيخ ربيع – حفظه الله وأطال في عمره وثبته على السنة – كأنه عدة فقرات، يقول: الشيخ ربيع عنده شدة في مسائل الجرح؟
الجواب: أنا ما رأيت أرفق منه، ولا أصبر منه على المخالف، فإنه يصبر عليه سنين وهو يناصحه، ويعتذر له، ويتأول له، لعله ولعله، ويرجوا فيه في كل ما يستطيع، لا أدل من ذلك أو على ذلك من كتبه اقرؤوها، كعبد الرحمن عبد الخالق وغيره ممن رد عليهم الشيخ، فإنه قد ذكر في مثل هذا المدد التي صبر فيها على مناصحته لهؤلاء، هذا من ناحية.
الناحية الثانية: ما هي الشدة؟، الشدة هي: أن يجرح من غير مجرح، هذا المعروف عند علماء الجرح، فالشدة أن يجرح بغير جارح، وأما الشيخ فالذي نعلمه أنه يجرح إذا جرح في هذا الباب في هذا الجانب في مسائل الاعتقاد والمنهج، فإنما ينقل أقوال من رد عليهم، إما من مسجلاتهم الصوتية وإما من مسطراتهم المقروءة المطبوعة، ينقل من كتبهم أو يأتي أو يأتي بالمفرغ من أصواتهم، فالذي يقول عنك ما قلته أنت ويحكم عليك يكون هذا متشددًا؟!!، هذا عجب عجاب.
أما التشدد هو الذي يجرح بما ليس بجارح، فهذا لا حقيقة له.
الفقرة الثانية: ليس كل من جرحه الشيخ يسلّم له؟
أقول: أما إذا سيغ الجرح وفسر، وبين الدليل على مخالفته للسنة، فلا يضير هذا من خالف، سلم أو لم يسلم تحصيل حاصل، إذا أقام الدليل الشيخ ربيع أو غيره، إذا أقام الدليل على جرحه لذلكم الذي رد عليه من كلامه، وبين أنه باطل بكتاب الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-فلا عبرة لمن خالف.
ونحن نعلم هذه العبارة ومن يرددها، والذين يرددونها في الغالب هم أهل الأهواء و التحزبات، من طوائف الأخوان المسلمين باختلاف أجنحتهم وسواهم من التكفيرين وغيرهم، التبليغ وغيرهم، هؤلاء كلهم نعرفهم، فالغالب على هذا الكلام أنه خارج منهم.
وهؤلاء لا عبرة بهم وليقولوا ما قالوا، فإن الجرح المفسر مقدم على التعديل المبهم والمجمل، لأن غاية ما عند المعدل انه قال: ما علمت إلا خيرًا، أما المجرح فيقول: لا، فيه كذا وكذا، ويأتي بزيادة على ما انتهى إليه ذلك المعدل،
والقاعدة تقول: الجرح مقدم على التعديل.
الفقرة الثالثة: أيضًا يسأل يقول: الجرح والتعديل مسائل اجتهادية لا نصية؟
إذا كانت مسائل اجتهادية لا نصية فمن هم الذين يقومون به؟ أنا أسألكم؟ أهله وإذا لم يكن الشيخ ربيع من أهل الجرح والتعديل في هذا العصر فمن يكون؟
فالشيخ ربيع علم من أعلام السنة وحماتها والذابين عنها بقاله وفعاله، وهذه كلماته مسموعة، وكتبه مسطورة، وأقواله مأثورة، وكتاباته فيها مزبورة، وقد شهد له بذلك الذي يعتد بقولهم فلله الحمد، فإذا جاءت الشهادة ممن يعتمد قوله فلا عبرة لمن خالفه.
لعلنا لا نكرر عليكم كثيرًا، وانتم تسمعون وتعلمون هذا، قول محدث العصر شيخه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله- ، فهذه الشهادة منه من عالم الحديث في هذا الزمن، لا نعرف على وجه الأرض أحد رفع راية الحديث في هذا العصر المعاصر بلغ درجة الشيخ، وشهادته – رحمه الله – في الشيخ ربيع معلومة، حينما قال: (وأقولها بحق أن حامل لواء الجرح والتعديل بحق في زماننا) أو قال: (في عصرنا، هو أخونا الدكتورالشيخ ربيع)، تكفي هذه الشهادة.
وهكذا أيضًا بقية العلماء، فهذا شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز شيخ الإسلام في هذه الأعصار أيضًا، يكتب إلى شيخنا الشيخ ربيع الكتب المتعددة وقد اطلعت على بعضها، فيطلب منه الرد على أشخاص معينين، إما انتهى إلى علمه-رحمه الله-أن فلانًا من الناس قال كذا، أو كتب إليه بأن فلان من الناس قال كذا، ويكتب إلى الشيخ ربيع ويطلب منه أن يرد على مثل هؤلاء.
ولقد رأيت بأم عيني أنا خطابات لسماحة شيخنا ووالدنا، إلى فضيلة شيخنا ووالدنا الشيخ ربيع يطلب منه أن يرد، فإذا لم يكن أهلًا فهل يطلب منه الشيخ عبد العزيز بن باز أن يرد؟.
أنا أسألك؟ رأيت هذا بعيني في عدد من الكتب التي وجهها إليه سماحة شيخنا-رحمه الله-يطلب من أن يرد على عدد من الناس صدرت منهم بعض الأخطاء ، وهذا كافي أظنه لمن نور الله قلبه.
وكلمة الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله – أيضًا في الشيخ ربيع معروفة، وقد بين أن ما يطعن فيه إلا الذين يريدون أن ينتصروا لمناهجهم وأن لهم رؤوس يتعصبون لها، فلما تكلم الشيخ في بعض رموزهم تكلموا فيه.
الشيخ ما جاء بجديد – حفظه الله – ، عقيدته وطريقته هي طريقة المشايخ، الشيخ ابن باز، والشيخ محمد ابن عثيمين، والشيخ ناصر الدين الألباني، والشيخ أحمد النجمي، وطريقة الأولين من قبلهم، إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، إلى أحمد بن حنبل إلى التابعين الصالحين إلى أصحاب الرسول-صلى الله عليه وسلم-، ما جاء بشيء لكن لأنه تصدر للرد على أهل البدع أكثر من غيره، فما من طائفة إلى ووجهت إليه سهامها بسبب كلامه ورده عليها.
فالاعتقاد هو اعتقاد هؤلاء الأئمة، ولكن الشيخ تصدر للرد بكثرة على كل من خالف وفارق فيه الجماعة والأمة، ولأجل هذا كثرت الطعون فيه.
وتحضرني كلمة لشيخ الإسلام-رحمه الله-حينما قال: (الاعتقاد اعتقاد مالك والشافعي ولكن الذكر لأحمد) لماذا؟ لأن أحمد-رحمه الله-تصدى للرد على هؤلاء، فما من طائفة إلا وتكلم عليها عند ما خالفت منهج السلف الصالح، فكان نصيبه-رحمه الله- من الطعن فيه من أهل الأهواء، من الجهمية والمعتزلة وسائر صنوف أهل البدع كان الطعن فيه أكثر،لمَ؟ لأنه تصدى لهذا الباب، باب الرد على أهل الأهواء والبدع-رحمه الله تعالى-أعني أحمدًا.
فهكذا الشيخ ربيع هو في اعتقاده سائر طريق هؤلاء، وفي منهجه سائر على طريق هؤلاء، لا خلاف بينهم، يدل على ذلك أنهم قرؤوا كتبه ويقرظها هؤلاء، يرسلها ويقرظها هؤلاء، ولا أدل على ذلك من قول الشيخ ناصر: (أخونا الشيخ ربيع ما يخالفنا في شيء من المنهج) صح ولا لا، هذا مسجل بصوته.
الشاهد كذلك تقريظه وكتابته على ردوده على سيد قطب ونحو ذلك إلى غير ذلك من الإجابات، فلماذا إذًا الكلام فيه؟ الكلام فيه لأنه تصدى لهذه الطوائف المبتدعة بجميع صنوفها فناله منهم بحسب ما تكلم فيهم، وقديمًا قيل الصراخ على قدر الألم، فلما تألموا منه بكثرة وجهوا إليه الطعون فيه بكثرة وليس ذلك بضاره والله يأجره.
ومن آخر ما سمعته من هؤلاء الكذابين الأفاكين-عبد الله السبت-فهو رأس بالكذب والإفك ورميه للبرءآء بالكذب، فرميه للشيخ ربيع من أكذب ما سمعت وأعجب ما سمعت، فهذا الرمي منه بالباطل لا يرده من يعرف الشيخ ربيع من المقربين، بل يرده كل من شم رائحة العلم، فأنا سمعته وهو ما شاء الله يقيم الشيخ ربيع وكأنه إمام الدنيا، هذا عبد الله السبت الكذاب في مجلس له في الإمارات مع بعض الأخوة بعض أظن من الروس .
فالشاهد الشيخ ربيع تصدى لهذا الباب، وتصدر فيه وحمل رايته بصدق ونصح، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدًا، فلأجل ذلك ناله ما ناله وليس ذلك بضاره والله-جل وعلا-يأجره على هذا.
وبمناسبة ذكر عبد الله السبت الكذاب، لنا إن شاء الله رد عليه إن شاء الله، نبين فيه وجوه كذبه و إفكه وافتراءه على شيخنا في هذا الباب، إننا إن نشتهي نفضحه ونعريه به بين الملأ، فهذا الرجل نحن نعرفه بالكذب والتلون على مدى طول الزمان الذي عرفناه فيه، نسأل الله العافية والسلامة.

  • (الأجوبة المدخلية على الأسئلة العراقية).

 

  • 1443/07/07
  • مشاهدات : 502
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري