السؤال : يسأل يقول هو عطار ، ويقوم بعض المشعوذين بإرسال الناس إليه بورقة ، فيعرفها من المشعوذين ، فأقوم بالكذب على الناس وأقول : ليس عندي بضاعتكم ؟
الجواب : أقول : إذا كان هؤلاء يستخدمون هذا الشيء في الاستعانة بها على الطلاسم والشعوذة والسحر ، فلا تبع لهم ولست بحاجة حتى أن تكذب ، قل لهم ماعندي وبس ، أو تقول ماهو موجود الآن ، أو تصرفهم بأي طريق تستطيع صرفهم بها ، بل لو امتنعت بالطرق من يوجبك وهذا هو الواجب عليك ، لست بحاجة إلا إذا خشيت من هؤلاء ، فلك أن تصرفهم بشيء فيه شيء من المعاريض دون الكذب ، فتصرفهم ولا تعين هؤلاء المشعوذين بإعطاء هؤلاء الأدوية أو هذا الشيء الذي يستخدمونه على الطريقة الشيطانية ، وهذا أشبه ما يكون بمن يبيع العنب لمن يتخذها خمراً ، فإذا علم ذلك بعينه أنه يستخدم العنب التي يشتريها منه خمراً يعصرها يعرف أنه صاحب مصنع أو يعصر العنب ويتخذها خمراً فإنه لا يجوز أن يبيع له ولو كان هذا المبيع مباحاً ، لأنه يعينه به على معصية الله – تبارك وتعالى – ، والله – جل وعلا – يقول : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) وهذا حينئذ من النهي عن المنكر ، ويقول النبي ﷺ : (مُروا بالمعروفِ، وانهوا عَنِ المنكرِ) فهذا من النهي أيضاً عن المنكر ، ويقول الله تعالى : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه) ، فهذا من قطع السبيل من المنكر – نسأل الله العافية والسلامة – وإن شاء الله أنك على خير وأجر .