السؤال : التحذير من أهل البدع هل يشترط أن يكون عالماً ؟
الجواب : العالم من هو؟ هو الذي يعلم أن الرافضي رافضي فيحذر منه، يعلم أنه يسب الصحابة، يقال لك وأنت طالب علم ما هو رأيك في الروافض؟ تقول: والله، يسبون الصحابة، وعندهم كذا، وكذا، بين له حالهم، حسب علمك ، وحذر منهم.
السؤال : بعض الناس يبالغون في إسكات المحذرين من المبتدعة، ويقولون: إن هذا عمل العلماء.
الجواب : على كل حال هؤلاء غلوا في إسكات طالب العلم، غلوا جداً، وكلام فيه إرهاب، وإلقام الشباب أحجاراً في أفواههم؛ ليمنعوهم من قول الحق في أهل البدع ، بالغوا في هذه الأشياء، الآن فيه مسائل خفية، أنت طالب العلم لا تتكلم فيها بغير علم، وهناك أمور واضحة جلية، وجوب الصلاة، وجوب الصيام، وجوب الزكاة، وجوب الحج، تحريم الاستغاثة، تحريم التوسل، هذه الأمور واضحة، يتكلم فيها العالم وطالب العلم، وهناك أمور خفية تحتاج إلى اجتهاد، هذه توكل إلى العلماء، أما كل شيء! طيب ابن باز وابن عثيمين والألباني وغيرهم من العلماء المعتبرين لا يذهبون إلى أوربا وأمريكا، يكفيهم هناك طلاب العلم، يتكلمون في حدود ما يعلمون، أما النوازل فلا بد أن يسألوا عنها العلماء عن طريق الوسائل المتاحة اليوم، فكل واحد يبلغ الذي عنده، إذا سألوك في أمور تخفى عليك فقل: والله هذه خفية وتحتاج إلى علماء أكبر مني، أنا أسأل، أما الأمور الواضحة فبينها بشرط أن تكون عالماً بها وبأدلتها، لا تتكلم بجهل، إذا كان -حتى والأمور واضحة- ما عندك أدلة لا تتكلم بها، إذا كانت الأمور واضحة وعندك فيها أدلة تتكلم وتبين، هناك أمور معلومة من الدين بالضرورة يتكلم فيها طلاب العلم، يعني مثل الاستغاثة بغير الله من الأمور الواضحة (ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيمة) [الأحقاف: 5] (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك) [يونس: 106] إلى آخره، عنده أدلة يبين، رأى شيعياً رأى صوفياً يطوف بقبر، يستغيث، يذبح، ينذر، هل يقول: أنا أتوقف عن بيان هذا الباطل والتحذير منه، وأنتظر حتى يأتي أحد كبار العلماء ليقوم بهذا الواجب؟ أقول: إن هؤلاء يريدون أن يسكتوا الشباب السلفي خاصة؛ لأن أكثر الناس إنكاراً للمنكر ووقوفاً في وجه الباطل هم الشباب السلفي، رأيتم.
هؤلاء السياسيون يتعاطفون مع الروافض، مع الخوارج، مع أهل البدع كلهم، لايريدون أن تجرح مشاعرهم، فيأتون بمثل هذا الكلام يقولون: ما يتكلم به إلا العلماء!، حتى الأطفال يتكلمون! حتى الذي ما يحسن الفاتحة يتكلم! ، ويبالغون في تشويه الشباب السلفي، كل هذا محاماة عن أهل البدع، وصد عن سبيل الله، وإرهاب للشباب السلفي الذي يتصدى للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونحن نقول للشباب السلفي : أنتم يا إخوتاه لا تتكلموا بغير علم، القضايا الواضحة عندكم التي عندكم فيها أدلة تكلموا فيها، والأشياء الخفية لا يجوز لكم أن تخوضوا فيها، نقول لهم هذا، ثم نقول: ادعوا إلى الله، كل واحد يدعو بقدر ما عنده من العلم، يقول رسول اللہ ﷺ: «بلغوا عني ولو آية» (أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء حديث (٣٤٦١)، وأحمد في “مسنده” (١٥٩/٢)، والترمذي في”جامعه” حديث (٢٦٦٩)).