السؤال : بعض الناس يقصر في تعليم أولاده للأحكام ، وتعليمهم في دين الله – تبارك وتعالى – ، لا ينقلون إليهم العلم – التوجيه – .
الجواب : الله – سبحانه وتعالى – قد أوجب علينا ذلك في كتابه ، قال سبحانه : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ” ، فتعليم الأهل واجب على من ؟ ، على الولي إذا كان من أهل العلم ، يفقههم في دين الله ، ويبين لهم أحكام الله – سبحانه وتعالى – الواردة في كتابه ، في سنة رسوله ﷺ ، ولاسيما إذا جاءت أوقات ومناسبات – مثل أحكام الصيام ، مثل أحكام الحج ، أحكام الزكاة – ، وللنساء – أحكام الطهارة ، الحيض ، النفاس – ، الأولاد إذا بدأوا كيف يتوضأون ذكورًا وإناثًا ، كيف يتوضأون إذا قاربوا مناهزة الاحتلام ، إذا ناهزوا فإنه يعلمهم الأحكام الواردة في هذا ، لابد من مراعاتهم في هذا الباب والاعتناء بهم ، وإذا كانت هناك مجالس للتعليم في أيام المناسبات فمناسب جدًا أن يحضروا ، وإذا لم يكن فالبعض يحضر منهم ، والآن أيضًا من الأسباب النافعة هذه الوسائل التي ينقل فيها على البث المباشر ، فيشجعهم إذا لم يستطيعوا الحضور أن يسمعوا ، ويتفقهوا في دين الله – تبارك وتعالى – في هذه الأوقات ، وأنا أهيب أيضًا بإخوتي أن يكون التوقيت في مثل هذه الأمور مناسب للجميع بحيث يستطيعون الحضور ، فإن النبي ﷺ طلب من النساء المؤمنات أن يشهدن معه صلاة العيد حتى الحيض ، أمرهن بالحضور وهن لا صلاة عليهن ، يشهدن الخير ودعوة المسلمين ، فيتعلمون ، فكون الإنسان يأتي بأهله في مثل هذا ، هذا مأمور به كما أمر النبي ﷺ ، وإن لم يكن فلا أقل من أن يحثهم على المتابعة عبر هذه الوسائل ، يفتحها لهم ويكون معهم إذا تيسر ، أو يكون من يخلفه ويحضر هو ، المهم أنه لابد من تفقيه الأولاد ، وهم أولى بنا في هذا الباب ، وأن لا يترك الأولاد على جهالة ، وفي مجالسه معهم يأتي بالمسائل العامة التي لا إحراج فيها لنوع من الجنسين ، فيتكلم فيها على الأحكام ، إذا تكلم بمسألتين ثلاث في مجلسهم المعتاد ، نفع الله – سبحانه وتعالى – بذلك ، وعم الخير ، وانتشر الفقه في البيت ، هذا الذي أقوله في هذا الصدد .
السؤال مقتطف من : ( اللقاء المفتوح في مملكة البحرين يوم الجمعة ٥ شعبان ١٤٣٩ هجري ).