السؤال : هل من أسماء الله الدّليل ؟ ، وماذا يُقال في قول الإمام أحمد : (يا دليل الحيارى) ؟ ، وهل يوصف الله بأنّه يُعَرَّف ؛ بناء على قول النبيّ ﷺ : (تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)(1) ؟
الجواب : أمّا وصف الله – تبارك وتعالى – بأنّه دليل الحائرين فلا بأس ؛ لأنّه تعالى هاد يهدي الضّالّ ، والدليل هنا بمعنى الهادي ، والحائر المتحير الذي لا يدري أين يتّجه ، فهو – سبحانه وتعالى – يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم .
وأمّا المعرفة فلا يُوصف الله بها ، قال أهل العلم – رحمهم الله تعالى – بأنّ المعرفة انكشاف بعد لُبس وخفاء ، والله – عز وجل – لا يخفى عليه شيء ، ولأنّ المعرفة تشمل العلم والظّنّ ، فلا يُوصف الله بها .
وأما قول النبيّ ﷺ : (تعرّف إلى الله في الرخاء) فليس المراد بذلك أنّ الله يعرفه بعد أن كان جاهلاً به ، لكن المعنى أنّك إذا عملت بطاعة الله تعالى في الرخاء فإنّ الله – تبارك وتعالى – يَرفُقُ بك في الشدة .
(1) – أخرجه الطبراني في الدعاء (1/33 ، رقم : 41) ، وفي الكبير (11/223 ، رقم : 11560) ، والحاكم (3/623 ، رقم : 6303) .