السؤال : هل يصحّ أن نقول إن الله معنا بعلمه ؟
الجواب : هو معنا بعلمه وقُدرته وسلطانه ، قال تعالى : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)(الحديد:4) ، وقال : (وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)(محمد:35) ومعنى ذلك أنّ العلم من لوازم المعية ، وليس هو المعية نفسها ، بل هو من لوازمها ومقتضياتها .
وأيضًا لا يقتصر مُقتضاها ولوازمها على العلم فقط ، بل هو معهم بعلمه وسمعه وبصره وتدبيره وجميع معاني الربوبية .
وقد يظنّ بعض النّاس أنّه إذا قال : الله معنا حقيقة ، فهذا ينافي العلو ، وذلك غير صحيح ؛ لأنّ الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وينزل إلى السماء الدنيا ، ومع ذلك نقول هو عال فوق كلّ شيء ، ولا نقول هذا يتبع هذا ، أو يمنع هذا ؛ لأنّ الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته .
وشيخ الإسلام – رحمه الله – ضرب مثلاً فقال : هذا القمر في السّماء ، وهو مع النّاس ، وقال : مازلنا نسير والقمر معنا ، وهو من أصغر المخلوقات ، فكيف بالخالق ؟! ، فهو في السّماء ، وهو معنا .