عباد الله : إن القرآن الكريم كتاب الله -عز وجل- المنزَّلَ للناس هداية ورحمة هو كتاب السعادة الحقيقية والفلاح في الدنيا والآخرة ، كتاب فيه هداية الأنام وشفاء الأسقام وسعادة الدنيا والآخرة ، ومن طلب السعادة من غير طريقه شقي ، ومن طلب العز من غير هداه ذل ، ومن طلب الكرامة من غير سبيله أُهِين (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) [الأحزاب:36] كتاب -أيها المؤمنون- جعله الله نوراً للعباد وبصيرة لهم ، يهديهم إلى سعادة الدنيا والآخرة وإلى صراط الله المستقيم وسبيله القويم (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [المائدة:15-16]