الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى، واشكروه على ما أنعم عليكم إذ بعث فيكم رسولاً من أنفسكم يتلو عليكم آياته، ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة، بعد أن كنتم في ضلال مبين، رسولاً أخرجكم الله به من الظلمات إلى النور، من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ومن ظلمات الشرك والكفر إلى نور التوحيد والإيمان، ومن ظلمات الجَور والإساءة إلى نور العدل والإحسان، ومن ظلمات الفوضى الفكريّة والـمنهجية إلى نور الاستقامة في الهدف والـمنهج، ومن ظلمات القلق النفسي وضيق الصدر إلى نور الطمأنينة وانشراح الصدر: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28)، ( أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (الزمر:22)، ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3)) (ابراهيم).
لقد بعث الله محمدًا ﷺ إلى الناس رسولاً، وهم يتخبطون في الجهالات والضلالات، ففتح لهم أبواب العلم من كل وجه، ليصلوا إلى أسمى الغايات، فتح لهم أبواب العلم بالله – عز وجل -، وبما له من الأسماء والصفات والأفعال والحقوق، وفتح لهم أبواب العلم في عالم الكون، في مبدئه ومنتهاه والغاية منه، وفي الحساب والجزاء، يقول الله تعالى : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) (الحجر:85)، ويقول – جل وعلا – : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)) (ص)، وقال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57)) (الذريات)، وقال الله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) (المؤمنون)، إن هذه الآيات الكريمة فيها بيان حكمة الله – عز وجل – لهذا الخلق، وفيها بيان مبدأ الخلق وغايته ومنتهاه، وفيها الجزاء، وفيها الحساب، فتأملوها تجدوا فيها ما يعينكم على طاعة الله، واجتناب معصيته، وفتح الله تعالى ببعثة النبي ﷺ أبواب العلم في عبادة الله – عز وجل -، والسير إلى رضوانه ودار كرامته، فبين لهم كيف تكون العبادة، ومتى تكون، وأين تكون، ومن ذلك الصلاة: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) (النساء: 103)، وفتح لهم أبواب العلم في معاملة الخلق، ناطِقِه وبهيِمه، وفتح لهم أبواب العلم في طلب الرزق واستخراج ما أودعه الله في الأرض من كنوز الذهب والفضة، وغير ذلك فما من شيء يحتاج الناس إلى معرفته من أمور الدين والدنيا إلا بينه الله لهم أتم بيان، (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ)(النحل : 89)، فكان الناس على محجة بيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، ولا يتيه فيها إلا أعمى القلب.
أيها الـمسلمون: لقد بعث الله نبيه محمد ﷺ وأكثر الناس منغمسون في الشرك، فمنهم من يعبد البشر، ومنهم من يعبد الشجر، ومنهم من يعبد صنمًا ينحته، ومنهم من يعبد حجرًا يلتقطه، حتى إنّ الواحد إذا سافر فنزل منزلاً التقط أربعة أحجار فوضع ثلاثة منها تحت القدر، ونصب الرابع إله يعبده، فأنقذهم الله تعالى ببعثة النبي ﷺ من هذه الهوة السحيقة، والسفه البالغ من عبادة الـمخلوق إلى عبادة الخالق، فحقق التوحيد تحقيقًا بالغًا، وذلك بأن تكون العبادة لله وحده لا شريك له، يتحقق فيها الإخلاص بالقصد والـمحبة والتعظيم، فيكون العبد مخلصًا لله في قصده، مخلصًا لله في محبته، مخلصًا لله في تعظيمه ظاهرًا وباطنًا، (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)) (الأنعام)، هكذا أمر الله تعالى في كتابه كل إنسان فإن صَلاته وَنُسُكه وَمَحْيَاه وَمَمَاته لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ، ولهذا جاءت السنة الـمطهرة مبينة لكتاب الله في حماية هذا التوحيد، وسدّ كلّ طريق يوصل إلى نقصه أو نقضه، فروى النسائي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – : أن رجلاً قال للنبي ﷺ: ما شاء الله وشئت، فقال النبي ﷺ: (أجعلتني لله ندًا ؟، ما شاء الله وحده)، فأنكر النبي ﷺ على هذا الرجل أن يقرن مشيئة النبي ﷺ بمشيئة الله تعالى بحرف يقتضي التسوية بينهما، وجعل ذلك من اتخاذ الند لله – عز وجل -، واتخاذ الند لله إشراك به، فإذا كان النبي ﷺ أنكر على من قرن مشيئته بمشيئة الله بحرف يقتضي التسوية؛ فكيف بمن جعل الـمشيئة للمخلوق وحده دون الله – عز وجل -، غلواً ومدحًا، كقول من قال في شخص يمدحه:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحد القهار
هكذا يقوله لـمخلوق مثله، ما شئت فاحكم فأنت الواحد القهار – تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا -، إذًا فماذا نقول ؟، نقول في هذه الـمسألة نقول: ما شاء الله وحده، كما قال النبي ﷺ، أو نقول ما شاء الله ثم شئت، أما ما شاء الله وشئت فإن هذا من الشرك .
وروى النسائي أيضًا بسند جيد أن ناسًا جاءوا إلى النبي ﷺ فقالوا : يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال النبي ﷺ: (قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله – عز وجل -)، هذا مع أنه ﷺ سيد بني آدم، وخير بني آدم بلا شك، ولكنه خاف أن يستهويهم الشيطان، فيوقعهم في الغلو حتى يرفعوه إلى منزلة الخالق، فقال: إنه عبد الله ورسوله، حماية لجانب التوحيد، وسدًا لطرق الشرك، وبيانًا للحقيقة والـمنزلة التي أعلى منازل البشر، ألا وهي العبودية لله – عز وجل – والرسالة.
ولـما سئل النبي ﷺ عن الرجل يلقى أخاه فيسلم عليه أينحني له؟، قال: (لا)، فمنع النبي ﷺ من الانحناء عند التسليم لأن ذلك خضوع للبشر، وقد يكون وسيلة إلى تعظيم غير الله بالركوع والسجود، وكان السجود عند الـملاقاة من باب التحية جائزًا في بعض الشرائع السابقة، لكن هذه الشريعة شريعة خاتم النبيين محمد ﷺ منعت منه، سواء كان من أجل التحية والإكرام، أم من أجل التذلل والخضوع.
أيها الناس : إن على الإنسان أن يراعي جانب التوحيد، وأن يعرف للخالق حقه، فلا يَنقُصَه، ولا يشرك به معه غيره، لا باللفظ ولا بالفعل ولا بالقلب، إنّ على الـمسلم أن يعرف للمخلوق حقه، ويقوم له بما أوجب الله له عليه من غير غلو ولا تقصير، فلا ينزّل الـمخلوق منزلة الخالق، لا بلفظه ولا بفعله ولا بقلبه، فإن للخالق حقه الـمختَص به لا يَشركَه فيه أحد، وللمخلوق حقه الذي أوجبه الله له، لا يُزاد عليه فيما هو من حق الله.
إن على الإنسان أن يعلم أنه مسؤول عن ما ينطق به لسانه: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق:18)، مسؤول عن ما يعمله بجوارحه: (وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)(النحل: 93)، مسؤول عن ما يُكنّه في ضميره: (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)) (العاديات)، ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)) (الطارق) .
فاتقوا الله عباد الله، واشكروه على ما أنعم به عليكم من هذا الدين القويم، والصراط الـمستقيم، واسألوا الله أن يثبتكم عليه إلى أن تلقوه، اللهم إنا نشكرك على ما أنعمت به علينا من دين الإسلام، ونسألك اللهم أن تثبتنا عليه إلى أن نلقاك، اللهم وفقنا إلى ما فيه الخير والصلاح والإصلاح، اللهم اجعلنا هداة مهتدين وصالحين مصلحين، وأعذنا من مضلات الفتن يا رب العالمين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى اله وصحبه أجمعين.
الحمد الله حمد كثيرًا طيبًا مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نرجو بها النجاة يوم نلاقيه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الـمصطفى من خلقه، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإنه من حماية النبي ﷺ لجانب التوحيد أن جعل من حلف بغير الله تعالى مشركاً، فقال ﷺ: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )، ولكن هذا الشرك قد يكون شركاً أصغر، وقد يكون شركاً أكبر.
فإن حلف بغير الله معتقدًا أنه يستحق من التعظيم مثل ما يستحقه الله – عز وجل -؛ فإن هذا شرك أكبر.
وأما إذا كان لا يعتقد ذلك، ولكنه حلف به من باب التعظيم الذي لا يبلغ به تعظيم الله، فإنه من الشرك الأصغر.
وعلى كل حال؛ فان الحلف بغير الله لا يحل ولا يجوز، فلا يجوز أن يحلف الإنسان برسول الله، ولا أن يحلف بجبريل، ولا أن يحلف بميكائيل، ولا بإسرافيل، ولا بغيرهم من الـملائكة، ولا يجوز أن يحلف برئيس، ولا يجوز أن يحلف بملك، ولا يجوز أن يحلف بوطن، ولا بقومية، ولا غير ذلك، ومن كان معتادًا للقسم بغير الله، مثل: الذين اعتادوا أن يقسموا بالنبي ﷺ، فإن عليه أن يحوّل هذه العادة إلى تجنبها والابتعاد عنها، وهو وإن كان لا يقصد أن النبي ﷺ له من التعظيم مثل ما لله – عز وجل – فإنه فإن هذا القصد يكون في القلب ولا يعلم ما في القلب إلا الله، ولهذا يجب علينا إذا سمعنا أحدًا يحلف بالنبي، أو بغيره من الـمخلوقات، يجب علينا أن نبيّن له أن ذلك لا يجوز، وأن نأمره بأن يعتاد البعد عن هذا الحلف، (من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت)، هكذا جاء الحديث عن النبي ﷺ.
وأما قول القائل : بذمتي لأفعلن، فمعناها: أن بذمتي يمين لأفعلن، وليس يريد أن يحلف بذمته، لا يخطر هذا ببال أحد من الناس، ولكنه يأتي بالباء في محل الفاء، أي: في ذمتي يمين لأفعلن، وعلى هذا فلا يكون ذلك حرامًا، لأننا لو سألنا أي واحد يقول: بذمتي أن هذا حاصل، أو بذمتي أن هذا لم يحصل، فإنه لا يطرأ بباله أن الباء للقسم، وإنما يقول: في ذمتي، أي: في عهدي يمين لأفعلن، والذمة تأتي بمعني العهد، كما قال النبي ﷺ: (لا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة رسوله ولكن أجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك) أي: عهدك وعهد أصحابك، فالذمة بمعنى العهد، ولذلك يسمى الـمعاهدون من أهل الكتاب وغيرهم يسمون: أهل الذمة، لأن لهم عهدًا، وعلى هذا فيكون معنى العبارة الـمشهورة عند الناس: أن في عهدي يمين لأفعلن كذا، أو لم أفعل كذا، أو ما أشبه ذلك.
أما إذا قصد بذلك اليمين: فإن هذا لا يحل، لأن كل شيء سوى الله – عز وجل – أو صفاته لا يحل القسم به.
وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، فالتزموا ما جاء في كتاب الله قبولاً واذعانًا، واتبعوا سنة محمد ﷺ وهديه، فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، فعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار، وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يعظم الله لكم بها أجرًا، فإن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا.
اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته، واتباعه ظاهراً وباطنًا، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم أرضَ عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أرضَ عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل بلدنا هذا آمنًا وسائر بلاد المسلمين، اللهم أصلح لولاة أمور المسلمين بطانتهم، اللهم من كان من بطانتهم بطانة سوء فأبعده عنهم يا رب العالمين، يا ذا الجلال والإكرام، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا أنك رؤوف رحيم، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا غدقًا مجللاً عامًا نافعاً غير ضار، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق، اللهم لا تردنا خائبين، اللهم لا تردنا خائبين، اللهم لا تردنا خائبين، اللهم لا تؤاخذنا بسوء أفعالنا، وعاملنا بعفوك فأنت أهل العفو والكرم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا غيثاً تحي به البلاد وترحم به العباد وتجعله بلاغاً للحاضر والباد، يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والإكرام، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) (الأحزاب).