السجود لله – عزوجل – من أجل الأحوال التي يحصل بها القرب له – الشيخ : صالح العصيمي

عدد الملفات المرفوعه : 1

وإن السجود لله – عزوجل – من أجل الأحوال التي يحصل بها القرب له – عزوجل – ، وفي هذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) ، فإذا سجد العبد كان مقتربًا إلى الله ، قريبًا من ربه – عزوجل – ، وإنما خص السجود بهذا لجمعه بين أمرين : أحدهما في الفعل ، والآخر في القول ، فأما الفعل : فذاك أن العبد يجمع نفسه منطرحًا بين يدي الله – عزوجل – ملصقًا جبهته وأنفه على الأرض ، ثاويًا بأركانه وأعضاءه عليها ، وذلك غاية الخضوع ، فإنه لا توجد صورة في الخضوع أعظم من كون العبد منطرحًا بين يدي الله – سبحانه وتعالى – ملصقًا نفسه للأرض ، فصار هذا الفعل مقربًا لله – عزوجل – جاعلاً العبد قريبًا من الله ، وأما القول : فذاك أن العبد في سجوده يقول: سبحان ربي الأعلى ، فهو إذا طأطأ رأسه ، وخفض بدنه أعلن أن العلو كله لله – سبحانه وتعالى – فيقول : سبحان ربي الأعلى ، وبجريان هذه الكلمات على لسانه يستحضر أن كل عال فالله أعلى منه ، وأن كل عظيم فالله أعظم منه ، فما اجتمع هذان المعنيان في الفعل والقول صار العبد في سجوده أقرب ما يكون إلى ربه – سبحانه وتعالى –


شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/11/28
  • مشاهدات : 900
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري