أيها المؤمنون : في هذا المقام – انتشار الوباء – ؛ أن المؤمن يعلم أن كشف الضر بيد الله ، وأنه لا يكشف الضر إلا الله ولا يدفع البلاء إلا هو ، فإن نواصي العباد معقودة بقضائه وقدره ، وطوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى ؛ يعطي ويمنع ، يخفض ويرفع ، يقبض ويبسط ، يعز ويذل ، الأمر أمره والخلق خلْقه جل في علاه .
فالمؤمن على يقين بالله أنه لا يكشف الضر ولا يرفع البلاء ولا يزيل اللأواء إلا الله رب العالمين ، يقول الله تبارك وتعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ }[النمل:62] ، ويقول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا}[الإسراء:56] ويقول الله تبارك وتعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ}[الزمر:38] ، ويقول الله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[الأنعام:17] ، ويقول جل وعلا: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[هود:107] .
فالذي يكشف الضر والبلاء ويرفع الشدة واللأواء هو الله تبارك وتعالى رب العالمين .