التوكل على الله ، وتفويض الأمر إلى الله ، وصدق الالتجاء إليه جل في علاه ؛ فإن من توكل على الله كفاه ، ومن التجأ إليه سبحانه وقاه ، قال الله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}[الزمر:36] ، وقال الله جل وعلا: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}[الطلاق:3] ؛ جعل لكل شيء قدرا : أي وقتاً ؛ فلا تستبطئ أيها المتوكل ولا تستعجل وأعظم توكلك على الله وقوة رجاءك بالله سبحانه وتعالى ، وثق بالله وأيقن بعظيم موعوده جل في علاه ، والله جل وعلا موفِّق من توكل عليه وكافي من التجأ إليه .
ولهذا -عباد الله – ينبغي على العبد أن يستصحب التوكل في كل حركاته وجميع تنقلاته ، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال : ((إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ» يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ)) .