العلم نور يقذفه اللّه في قلب من اختاره من عباده

عدد الملفات المرفوعه : 1

ذالكم أن العلم هو النور الذي يقذفه الله – سبحانه وتعالى – في قلب من اختصهم بهذه الرحمة ، وبهذه الهبة ، وبهذه العطية السنية منه – سبحانه وتعالى – ، فنور قلوبهم ، وأنار بهم للناس السبل بل أنار بهم السبيل إليه – سبحانه وتعالى – ، فالعلم نور يقذفه الله – جل وعلا – في قلب من اختاره من عباده ، واختصه بهذا الفضل قال -جل وعلا – ممتنًا على نبيه ﷺ بهذا الفضل العظيم حيث اختصه بالرسالة ، فقال : (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52)صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) (الشورى: ٥٢ – ٥٣).

والعلم هو سبب الهداية من الضلال والسلامة منه ، وهو أعظم نعمة يُنعم بها على العبد إذا اضطربت الأمور ، فيستنير قلبه ويهتدي في حين أن غيره في حيرة وضلال ، قال – جل وعلا – : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) (الضحى: ٦) ممتنن على نبيه ﷺ ،(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى)(الضحى: ٧) والضلال هنا : عدم العلم ، فإنه ﷺ قبل النبوة لم يكن لديه شيء من هذا العلم ، هذا هو المعنى الصحيح في تفسير قوله تعالى : (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى)(الضحى: ٧) أي : لا علم عندك ، فمن الله – سبحانه وتعالى – عليك بهذا العلم ، وبهذا النور الذي أنار به قلبك ، واختصك برسالته – سبحانه وتعالى – ، كما قال – جل وعلا – : (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)(النساء: ١١٣) ، وحينما قال أهل الكفر: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)(الزخرف: ٣١) قال تعالى : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ) (الزخرف: ٣٢) ، فهذا الأمر بيد الله – جل وعلا – ، يختص به من شاء من عباده .


  • محاضرة بعنوان : ( أثر تحصيل العلم النافع في اندثار الفتن ) .

شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/03/29
  • مشاهدات : 789
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري