في هذا الشهر يتنافس المتنافسون ، ويتسابق المتسابقون ، كل على قدر حاله وقدر استطاعته ، وصحته وقوته وجدته وسعته ، فهذا النهار معمور بالقيام بوظائف الطاعات من صلوات وقراءة ، وهذا الليل معمور بوظائف العشاء والتراويح والاستغفار لله – تبارك وتعالى – بالاسحار ، في حين أن كثيراً من الناس يغفل عن ذلك .
وأعظم الناس يستعدون لهذا الشهر بالزاد الجسماني ، فقبل أن يدخل رمضان وهم يتهيؤون له بأنواع المطاعم والمشارب ولكنهم يقصرون ويتكاسلون أو يتغافلون عن كثير من أبواب البر والخير فيه ، وهذا في الحقيقة فهم غير صحيح للصوم ، ولاهدافه ومعانيه ، فإن الله – سبحانه وتعالى – كتب الصوم علينا كما كتبه على الذين من قبلنا لنتقيه – سبحانه وتعالى – كما قال : (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ) سورة البقرة .
قلائل ومرتحلة ومنتقلة ، ولا تدري كما بلغت أوله أتبلغ آخره أو منتصفه أو لا تبلغه ، وهل يعود عليك من قابل أو لا يعود ، وهل تكون من أهل الدنيا أو من أهل اللحود ، فالعاقل من سابق وسارع (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) سورة الواقعة .
فالعبد لا يدري متى يفجأه الأجل ؛ وإذا كان كذلك وهذه حقيقة مستقرة عنده فالواجب عليه أن يبادر بصالح العمل.