قال ابن رجب – رحمه الله – : (وقد اتسع الخرق في هذا الباب ودخل فيه قوم إلى أنواع الزندقة والنفاق ودعوى أن أولياء اللَه أفضل من الأنبياء، أو أنهم مستغنون عنهم وإلى التنقص بما جاءت به الرسل من الشرائع، وإلى دعوى الحلول والاتحاد أو القول بوحدة الوجود).
وهذا موجود عند ابن عربي الصوفي الطائي الزنديق ومن كان على شاكلته كأبي يزيد البسطامي ونحوهم الذين قال قائلهم :(وما الكلب والخنزير إلا إلههم هم وما الله إلا راهب في كنيسة) ، وأبو يزيد البسطامي سمع شاة تثغى -ثغت الشاة- فسجد قال : (سبحاني ما أعظم شأني سبحاني ما أعظم شأني) ، يعني حلول واتحاد سوى ؛ فهذا ابن عربي الذي هو القطب الأكبر صاحب كتاب (فصوص الحكم) الذي يقول فيه شيخ الإسلام : فصوص الكفر والزندقة.
وَمَا أَرِسْطُو وَلاَ الطُّوْسِيْ أئمَّتَنَا وَلاَ ابنُ سَبْعِيْنَ ذَاكَ الْكاَذِبُ الفَنِدُ
وَلاَ ابنُ سِيْنَا وَفَارَابِيْهِ قُدْوَتَنَا وَلاَ الّذِي لِنُصُوصِ الشَّرِّ يَسْتَنِدُ
مُؤَسِّسُ الزَّيْغِ وَالإِلْحَادِ حَيْثُ يَرَى كُلَّ الْخَلائقِ بِالْبَارِي قَدِ اتّحدوا
مَعْبُودُهُ كُلُّ شَيءٍ في الْوُجُوْدِ بَدَا الكَلْبُ وَالقِرْدُ وَالخِنْزِيْرُ وَالأَسَدُ
هذا الله حال عندهم في هذه المخلوقات جميعًا تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا ، وقدَّمنا بالأمس قول جهم لعنه الله لما قيل له : أين إلهك في السماء ؟ ، قال : لا، في الأرض ؟ لا ، أين هو ؟ قال : إن شئتم قولوا هذا الهواء الذي يتردد في الفضاء ، لا يدري ! فهذا مذهب الحلولية الجهمية وأهل الاتحاد والقائلين بوحدة الوجود هؤلاء هم ؛ قال قائلهم : أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا ما في الجبة إلا الله وما الله إلا من في الجبة ! وهكذا ، اقرؤوا من هذه الترهات يحمد الإنسان ربه على نعمة العقل ، يقول الظاهر أن الذي يتكلم بهذا من أهل المارستان من مستشفى المجانين مارستان مستشفى المجانين هذا هو ستان و مارستان من كلمة مركبة من مار ستان مستشفى المجانين ؛ فهؤلاء هم أصحاب مستشفى المجانين يهرفون بما لا يعرفون ، والعجب أنهم وجدوا أناسًا انطلىٰ عليهم هذا الكلام فنحن نسأل الله العافية والسلامة ، نعم.