الأغاني والرقص عند الصوفية – الشيخ : محمد بن هادي المدخلي

عدد الملفات المرفوعه : 1

قال ابن رجب – رحمه الله – : (وأدخلوا في هذا الطريق أشياء كثيرة ليست من الدين في شيء، فبعضها زعموا أنَّه يحصل به ترقيق القلوب كالغناء والرقص).


نعم ، بل في إحياء علوم الدين للأسف وهو الذي يسميه علماء الإسلام المحققين (إماتة علوم الدين) يقول  : (سماع الغناء أفضل من سماع القرآن من سبعة أوجه) سماع الأغاني أفضل من سماع القرآن من سبعة أوجه ، بهذه الصراحة في هذا الكتاب الذي سماه بـ(إحياء علوم الدين) سماع الأغاني أفضل من سماع القرآن من سبعة أوجه وعدها ! ، ما شاء الله إذًا الذين يبيتون يغنون أحسن من الذين يبيتون في المسجد الحرام في التراويح والتهجد يتهجدون ؛ لأنهم يستمعون لما هو أفضل من سماع القرآن من سبعة أوجه ! ، فأي ضلال أشد من هذا الضلال وأي منحسة على الناس أشد من هؤلاء الذين يقولون هذا القول ، هذا موجود في (إحياء علوم الدين) من شك فليرجع إليه في مبحث الأغاني في الغناء يجد هذا الكلام هل فيه عاقل سمعه بس مجرد السمع يسمع هذا الكلام يقبله ؟ ، فيه عاقل بالله عليكم ؟ .

فهذا الذي قاله المصنف هنا -رحمه الله- فزعموا أنه يحصل به ترقيق القلوب كالغناء والرقص وهذا عند الصوفية ، ولهذا تجدونهم يضربون الدفوف والطارات في وسط المساجد ، ويتحلقون في الحلق ويرقصون رجالاً ونساءً ، والله الذي لا إله غيره أنني رأيت بعيني في فندق قصر الواحة في الرياض وصلتُ ذات ليلة من المدينة إلى الرياض فرأيت بعيني نحن ننتظر هذا الاستقبال يملأ لنا الأوراق حتى نسكن فجلست كان أمامي مجموعة من الناس يريدون السكنى فجلست في الاستقبال ، وكان الجهاز يشتغل أيوا هذا التلفزيون فرأيت منظرًا جعلني أنتظر حتى أرى هذا المصدر هذه المحطة القناة التي يأتي فيها وإذا بهم تحقيق عن الصوفية عن الشاذلي ، ومقام الشاذلي ، وحياة الشاذلي ، وأوراد الشاذلي ، ومولد الشاذلي ، وأتباع الطريقة الشاذلية ؛ انتظرت يمكن قرابة ربع ساعة فاشتغلت بالنظر إليهم عن مراجعة الاستقبال ، والناس راحوا وأنا أنتظر أبغى بس أعرف هذي الإذاعة ، المحطة طلعت القناة (العربية)اسمها ، رأيت فيها بأم عيني هؤلاء المتصوفة متحلقين حلقة ، وفيهم مشايخهم والمرأة ترقص وكل لحظة ترتمي بين ذراعي رجل ، والذي نفسي بيده ، وتتمايل وتتمحش بهذا وبهذا وبهذا وبهذا ، هذا هو الدين عندهم رأته عيناي ووعاه قلبي ولا أكاد أنساه إلى يومنا هذا يمكن من أربع سنوات تقريبًا ؛ فهذه الطريقة الشاذلية ، أنظف طريقة عند الصوفية من أنجس ما يكون ، الذي يزعم أن هناك طريقة صوفية نظيفة يتفضل يأتينا بأورادها ونحن نخرج له الشرك الأكبر منها ، يختارون أي طريقة من الطرائق الذين يدافعون عن هؤلاء ، فإذا كان دينهم الرقص والغنى ؛ فأي دينٍ هذا ؟! ، هذه هي التربية ؟! ؛ فالمؤلف -رحمه الله تبارك وتعالى- يبين ، وهؤلاء يبدؤون بما يسمونه ابتداءً الأناشيد الدينية أو ما يسمونه بالسماع الديني كيف ؟ يُتوِّبون الناس ويعطونهم هذه الأناشيد ، وهذه القصائد المنغمة والمرنمة اللي اليوم تسمعونه الأناشيد الإسلامية هذا هو صوفي ، هذه طريقة الصوفية ، هؤلاء لأنهم لا فقه عندهم ، ولا علم عندهم ولا استعداد عندهم لأن يتفقهوا في الكتاب والسنة ، ويتعبون أنفسهم حتى يتعلموا هم ، ويعلموا غيرهم ، اكتفوا بالأغاني هذه ، ويتطور الأمر قليلاً قليلاً قليلاً حتى يصل إلى الدفوف وإلى الرقص ونحن الآن عشناه فالأناشيد الإسلامية التي يقولون هذه بدأت هكذا ثم تطورت ارتقت قليلاً فصارت هناك أناشيد بالدف ثم تطورت وصارت أناشيد بدف وجلجل معه الذي هو دف الصنوج الذي فيه الجلاجل في جوانبه ، ثم تطورت وجاءت الأناشيد الدينية بالموسيقى ثم بعد ذلك وصلوا إلى ما وصلوا إليه ، وأنا قد سمعت بأذني في عام ألف وأربعمائة وثمانية شريطًا اسمه (نشيد الطفل الفلسطيني) يقول ذلكم الطفل طفل صغير أعمى ما يفقه ما يفهم ما يميز بس يردد الكلام لكن أنتم اسمعوا الآن الكلام الذي مسكين لقنوه إياه ويقوله هذا لا ضير عليه ، لا حرج عليه ؛ لأنه الطفل صوته صغير اظنه دون العاشرة يقول يا ليته -طبعًا بلسان الناظم- هو : يا ليته حمامةٌ يحوم حول القبة ، الله خلقه إنسان يتمنى أنه يعود حيوان طائر حمامة وحمامة مشركة تطوف حول القبة قبة قبر النبي ﷺ سمعته في ألف وأربع مئة وثمانية ؛ إذا كان هؤلاء من الآن يربونهم يأتون بهذا النشيد لهذا الطفل الصغير ، الطفل الصغير هذا ليس نظمه ، وليس من كلامه مسكين لُحِّنَ له وقيل له غنه ، لكن يريدون به ماذا ؟ يوزعونه على أطفالنا ، لأن الطفل يشد الأطفال مثله ؛ فيتربون على الشرك والله جل وعلا يقول {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} الله كرمه وجعله إنسان وهو يريد أن يكون طائر ، ومع ذلك ما هو طائر فقط ، طائر مشرك مشرك يحوم حول القبة ، فنسأل الله العافية والسلامة في مثل هذا البلاء الذي يأتينا ، وأنتم الآن تسمعون وترون مثل هذه الأشياء التي تطورت وانتهت إلى هذا ويزعمون أنها تروض النفوس ، وتروض القلوب ، وأنه يحصل بها ترقيق القلوب .

ونحن نسمع كنا نسمع ، وبعد ذلك أنا ما عاد لقيت أحد من هؤلاء كانوا يقولون إذا قلت لهم : يا أخي هذا لا يصلح ، قال : أعطنا البديل يعني الأغاني هذي إيش البديل ؟
الله -سبحانه وتعالى- حرم الخمر ما قال هناك بديل ! ، البديل هو : الإيمان في قلبك تتجه إلى العلوم النافعة تتجه إلى العلم الشرعي تتجه إلى القرآن ، ما تبغى قرآن ولا سنة تقرأها وتحفظها احفظ نفسك أقل شيء من أن تقع في مثل هذا الضلال ، كلام باطل ؛ فهؤلاء دخلوا من هذا الباب أنه بديل عن الأغاني المحرمة فاوقعوهم من غناء الفسق في غناء الشرك الذي احتوى على الشرك والزندقة نعوذ بالله من ذلك ؛ فهل بعث الله رسوله ﷺ بهذا ؟! ، وهل كان أصحاب رسول الله ﷺ مغنيين ورقاصين ؟! ، وهل كان أصحاب رسول الله ﷺ من حملة الحديث والقرآن إلينا أم أنهم من حملة هذا الباطل والمنكر الذي زعموا أنه رياضة للنفوس نسأل الله العافية والسلامة ، لا شك أن من ترك طريقة أصحاب رسول الله ﷺ فلا بد وأن يضل نعم .

وقد رد على هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم (الاستقامة) رد فيه على هؤلاء بشطرٍ من المجلد الأول ، وشطرٍ تقريبًا من المجلد الثاني كله رد على الصوفية في السماع الذي يسمونه السماع الديني الذي هو غناء الصوفية ، وكذلك ذكره ابن القيم في (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) وأطال في الرد عليه ، كذلك ابن الجوزي في كتابه : (بيان تلبيس إبليس) ؛ فعقد فصلاً كاملاً للرد على هؤلاء الصوفية ، وعلى ما جاؤوا به من هذا الذي يسمونه الغناء والسماع ، وابن نصر أيضًا المقدسي له كتاب في ذلك ، وغيرهم لهم كتب من علماء الشافعية ، والحنابلة ، والمالكية والحنفية حتى ؛ أهل الاتباع كلهم كتبوا في هذا كتبًا ، وابن القيم له كتاب مستقل مسألة السماع ؛ فهذه الكتب كلها طبعت ولله الحمد بين أيدينا الآن من أتباع المذهب المالكي ومن أتباع المذهب الشافعي ومن أتباع المذهب الحنبلي ومن أتباع المذهب الحنفي أهل التحقيق والدين والفقه الصحيح من أتباع المذاهب هذه الأربعة كلها انكروا على هؤلاء الزنادقة وصنفوا كتب وهي الآن مطبوعة وبعضها حقق رسائل ماجستير ودكتوراة وهي الآن في السوق ولله الحمد ترد على هؤلاء .

فالمصنف يقول هذا الكلام لأنه عاش في القرن الثامن ، والقرن الثامن كان من القرون التي انتعش فيها هذا الباطل في بلاده -رحمه الله تعالى ، نعم.


  • (بيان فضل علم السلف على علم الخلف ش 4).

شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/04/12
  • مشاهدات : 1٬104
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري