قال الجنيد : (علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة ، فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يُقتدى به في علمنا هذا)
أين الصوفية من هؤلاء ، الذين يقولون : أنتم علمكم ميت عن ميت ، وأما نحن فعلمنا عن الحي الذي لا يموت ، أنتم حدثنا أخبرنا كلهم موتىٰ حتى تصلون إلى النبي ﷺ ، أما نحن لا ، عن الحي الذي لا يموت يعني إلى اللوح المحفوظ مباشرة والعلم اللدني ، هكذا مباشرة ، يفعلون ما يشاؤون وينسبونه إلى العلم اللدني ، فأين هم من الجنيد الذي يزعمون أنه منهم ، وأنهم على طريقته ، وإذا ذكرت لهم ذم السلف قالوا : كان منا الجنيد وكان منا فلان ، هذا كلام الجنيد (علمنا هذا – يعني الذي هو عليه في التربية وفي السلوك ، مجاهدة الروح وترويضها حتى تتريض على الحق ، تتقلل من الدنيا وتقبل على الاستعداد للآخرة – يقول : مقيد بهذين بالقرآن والسنة – من لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يُقتدىٰ به في علمنا هذا) فإذًا أين الصوفية من هذا الكلام ، هذا فيه أبلغ رد عليهم ، نعم .
قال الامام ابن رجب – رحمه الله : وقد اتسع الخرق في هذا الباب ودخل فيه قوم إلى أنواع الزندقة والنفاق ودعوى أن أولياء اللَه أفضل من الأنبياء.
وهذا عند الصوفية جميعًا ، يقولون : مقام النبوةِ في برزخ فويق الرسول ودون الولي ، فالولي عندهم أعلى شيء فوق النبي وفوق الرسول ، يعني أضعف شيء عندهم الرسول وفوقه النبي وفوقه الولي ، الولي فوقهم جميعًا ، فهؤلاء هم الذين زعموا أن الولي أفضل من النبي ، وإذا كان الولي أفضل من النبي فهو أفضل من الرسول ، وهذا من أين جاؤوا به ؟ ، جاؤوا به من الشيطان ، من الجهل الذي أملاه عليهم الشيطان -نسأل الله العافية و السلامة- ، نعم .
أو أنهم مستغنون عنهم ، وإلى التنقص بما جاءت به الرسل من الشرائع …
يعني عن الأنبياء مستغنون عنهم يعني عن الأنبياء وإنما يأخذون علمهم مباشرة عن اللوح المحفوظ العلم اللدنّي ، فيقولون : أنتم أهل الشريعة ، ونحن أهل الحقيقة ، هذا التنقص ، ويقول هو التنقص بما جاءت به الرسل من الشرائع ، صدق -رحمه الله- هذا موجود في عباراتهم حينما يقولون : أنتم علماء الشريعة ونحن علماء الحقيقة ، والحقيقة عندهم أعلى من الشريعة ، ولهذا يقولون أن موسى كان على الشريعة ، أما الخضر فهو على الحقيقة ، وكذبوا والله فكلاهما على الشريعة إذ الخضر دلل على كل ما فعل : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) أراد أن يحدث فيها عيبًا حتى لا يظلمهم هذا الظالم فيأخذ سفينتهم وهم مساكين يشتغلون عليها ، فإذا كانت معيبة لايـأخذها ، ثم (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) ، الجدار : (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) طيب تتمت الآية ؟ ، وقف حمار الشيخ في العقبة ، مايستطيعون يكملونها ، يقول بعض علماء اليمن الشوكاني ومن معه : (هنا وقف حمار الشيخ في العقبة) لاعاد يستطيع يطلع لأنها مرتفعة وضيقة ، ولا يستطيع يرجع إلى الوراء يطيح جبلية ، فوقف حمار الشيخ في العقبة ، انتهى ، كملوا الاية (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) إذًا هو مأمور ولا لا ؟ ، مأمور ، فدل ذلك على أنه نبي يوحىٰ إليه ، وهذا هو دليل الجماهير على أن الخضر نبي -عليه وعلى نبينا وعلى موسى -أفضل الصلاة والسلام – ، (وما فعلته عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبراً) فقوله : (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) يعني : ما هو من عندي بالذوق ولا بالكشف ، ولا بالوَجد ، وإنما أنا أُمرت بأمر ، وبيَّن العلة في كل موقف فعل ، لماذا فعل كذا ، ولماذا فعل كذا ، ولماذا فعل كذا ، فقوله : (عَنْ أَمْرِي) يدل على أن الأمر جاءه بأن يفعل كذا ويفعل كذا ويفعل كذا ، ولهذا في الحديث الصحيح في البخاري وغيره قال : (إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لَا أَعْلَمُهُ)(رواه البخاري : 122) ؛ فهذا هو معنى قوله تعالى : (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) الوحي جاءه من الله -تبارك و تعالى- ، وإلاَّ باتفاق الأمة أن موسى أفضل من الخضر ، ومع ذلك خفي عليه فكيف يكون هذا ؟ ، دل ذلك على أن الله -سبحانه وتعالى- قد أوحى إلى هذا الإنسان ، وفي الأمم السابقة يبعث النبي والنبي في وقت ويكون الرجل هذا متعبد بشريعة هذا النبي ، وهذا متعبد بشريعة النبي الآخر يجوز له ذلك ، حتى جاءت شريعة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فنسخت ذلك كله ، ولهذا جاء في نواقض الإسلام العشرة : الناقض التاسع قال : (من أعتقد أنه يسع أحدًا الخروج عن ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى فهو كافر) هذا الناقض التاسع ، والصوفية على هذا ، على الناقض التاسع منقوض إيمانهم بهذا ، لأنهم يعتقدون في هذا العجب ، وابحثوا في كتب التصوف تجدون فيها العجب العجاب ، وأنا قلت لكم قبل أيام فقط لو تنظرون في كتب تراجم من يزعمونهم أولياء لله -تبارك وتعالى- تجد العجب العجاب ، الذي يخطب عريان هذا من كراماته ، رحم الله شيخنا أبا وحيش كان يخطب بنا عاريًا ، ما شاء الله ما شاء الله ، هذه المنقبة ، نعم ، والآخر أكرمكم الله ولا أُزَكِّم مسامعكم ولكن هذا شيء موجود ، وجوده في الطريق يفعل بالحمار ماذا؟ ، قال : لا هو الآن في مركب في البحر انخرقت وهو يسدها ولكن أنتم لاترون هو يرى بعين الحقيقة وأنتم لاترون ، نعم ، وثالث كما في تاريخ البريهي كان هو ومريده على شاطىء البحر الأحمر في اليمن فتمنى أن يأكل خبيصة وهم في ساحل البحر يهلكون جوع ما عندهم شيء ، قال : وكان على الساحل لاشيء عندهما ، قال : فكان معه إناء فأخذ الاناء فقال له : أملأه من هذا ، قال : تراب ، فملأه بشيء من التراب ، قال : ثم بال فيه فكان خبيصة ، قال : كُل ، وشيء شيء من هذا القبيل عجب ، هذا في تاريخ البريهي ، المسمى بطبقات اسمعوا الاسم الفاجر الكاذب ، طبقات الخواص أهل الصدق والإخلاص ، فين الصدق عنهم وفين الإخلاص فيهم ، لاصدق ولا إخلاص -نسأل الله منهم الخلاص ومن أمثالهم- ، فهذا موجود في تاريخ البريهي وعندي أنا قرأته ، والثالث يقول : توضأ بماء الغيب إن كنت قادرًا وصلي صلاة الظهر في آخر العصر فتلك صلاة العارفين بربهم ، قال في شرحها قال : المياه ثلاثة : ماء الغيب ، وماء القدرة ، وماء الملكوت ، يعني طهور وطاهر ونجس ، قلت : طيب الغيظ والقدرة والملكوت هذه كلها شريفة أيها النجس من هذه الثلاثة ، عندهم أقسام المياه ثلاثة : ماء الغيب ، وماء القدرة ، وماء الملكوت ، قلت لهم : احنا عندنا في الشريعة طهور وطاهر وايش ؟ ، نجس ، طيب فإذا كان ماء الغيب ، وماء القدرة ، وماء الملكوت فين النجس فين ؟! هو يقول توضأ بماء الغيب إن كنت قادرًا وصلي صلاة الظهر مدري قال الفجر في آخر الظهر الفجر في آخر الظهر فتلك صلاة العارفين بربهم ، سحقًا وتبًا لهؤلاء العارفين إذا كان الفجر يصليها آخر الظهر أي معرفة هذه ، فنحن نسأل الله المعافية والسلامة ، فهذا من كلام هؤلاء الذين بتنقَّصون ما جاءت به الرسل من الشرائع ويزعمون أنهم هم علماء الحقيقة ، وأما أنتم فأنتم علماء الشريعة ، نعم ، فهذا الكلام من المصنف – ابن رجب – ماجاء من فراغ ، يعرف كتابات القوم ويقرأ في كتابات القوم ؛ فلخصها ، وأشار إليها بهذه الإشارة .
قال ابن رجب – رحمه الله – : (وقد اتسع الخرق في هذا الباب ودخل فيه قوم إلى أنواع الزندقة والنفاق ودعوى أن أولياء اللَه أفضل من الأنبياء، أو أنهم مستغنون عنهم وإلى التنقص بما جاءت به الرسل من الشرائع، وإلى دعوى الحلول والاتحاد أو القول بوحدة الوجود).
وهذا موجود عند ابن عربي الصوفي الطائي الزنديق ومن كان على شاكلته كأبي يزيد البسطامي ونحوهم الذين قال قائلهم :(وما الكلب والخنزير إلا إلههم هم وما الله إلا راهب في كنيسة) ، وأبو يزيد البسطامي سمع شاة تثغى -ثغت الشاة- فسجد قال : (سبحاني ما أعظم شأني سبحاني ما أعظم شأني) ، يعني حلول واتحاد سوى ؛ فهذا ابن عربي الذي هو القطب الأكبر صاحب كتاب (فصوص الحكم) الذي يقول فيه شيخ الإسلام : فصوص الكفر والزندقة.
وَمَا أَرِسْطُو وَلاَ الطُّوْسِيْ أئمَّتَنَا وَلاَ ابنُ سَبْعِيْنَ ذَاكَ الْكاَذِبُ الفَنِدُ
وَلاَ ابنُ سِيْنَا وَفَارَابِيْهِ قُدْوَتَنَا وَلاَ الّذِي لِنُصُوصِ الشَّرِّ يَسْتَنِدُ
مُؤَسِّسُ الزَّيْغِ وَالإِلْحَادِ حَيْثُ يَرَى كُلَّ الْخَلائقِ بِالْبَارِي قَدِ اتّحدوا
مَعْبُودُهُ كُلُّ شَيءٍ في الْوُجُوْدِ بَدَا الكَلْبُ وَالقِرْدُ وَالخِنْزِيْرُ وَالأَسَدُ
هذا الله حال عندهم في هذه المخلوقات جميعًا تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا ، وقدَّمنا بالأمس قول جهم لعنه الله لما قيل له : أين إلهك في السماء ؟ ، قال : لا، في الأرض ؟ لا ، أين هو ؟ قال : إن شئتم قولوا هذا الهواء الذي يتردد في الفضاء ، لا يدري ! فهذا مذهب الحلولية الجهمية وأهل الاتحاد والقائلين بوحدة الوجود هؤلاء هم ؛ قال قائلهم : أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا ما في الجبة إلا الله وما الله إلا من في الجبة ! وهكذا ، اقرؤوا من هذه الترهات يحمد الإنسان ربه على نعمة العقل ، يقول الظاهر أن الذي يتكلم بهذا من أهل المارستان من مستشفى المجانين مارستان مستشفى المجانين هذا هو ستان و مارستان من كلمة مركبة من مار ستان مستشفى المجانين ؛ فهؤلاء هم أصحاب مستشفى المجانين يهرفون بما لا يعرفون ، والعجب أنهم وجدوا أناسًا انطلىٰ عليهم هذا الكلام فنحن نسأل الله العافية والسلامة ، نعم.
قال ابن رجب – رحمه الله – : (وأدخلوا في هذا الطريق أشياء كثيرة ليست من الدين في شيء، فبعضها زعموا أنَّه يحصل به ترقيق القلوب كالغناء والرقص).
نعم ، بل في إحياء علوم الدين للأسف وهو الذي يسميه علماء الإسلام المحققين (إماتة علوم الدين) يقول : (سماع الغناء أفضل من سماع القرآن من سبعة أوجه) سماع الأغاني أفضل من سماع القرآن من سبعة أوجه ، بهذه الصراحة في هذا الكتاب الذي سماه بـ(إحياء علوم الدين) سماع الأغاني أفضل من سماع القرآن من سبعة أوجه وعدها ! ، ما شاء الله إذًا الذين يبيتون يغنون أحسن من الذين يبيتون في المسجد الحرام في التراويح والتهجد يتهجدون ؛ لأنهم يستمعون لما هو أفضل من سماع القرآن من سبعة أوجه ! ، فأي ضلال أشد من هذا الضلال وأي منحسة على الناس أشد من هؤلاء الذين يقولون هذا القول ، هذا موجود في (إحياء علوم الدين) من شك فليرجع إليه في مبحث الأغاني في الغناء يجد هذا الكلام هل فيه عاقل سمعه بس مجرد السمع يسمع هذا الكلام يقبله ؟ ، فيه عاقل بالله عليكم ؟ .
فهذا الذي قاله المصنف هنا -رحمه الله- فزعموا أنه يحصل به ترقيق القلوب كالغناء والرقص وهذا عند الصوفية ، ولهذا تجدونهم يضربون الدفوف والطارات في وسط المساجد ، ويتحلقون في الحلق ويرقصون رجالاً ونساءً ، والله الذي لا إله غيره أنني رأيت بعيني في فندق قصر الواحة في الرياض وصلتُ ذات ليلة من المدينة إلى الرياض فرأيت بعيني نحن ننتظر هذا الاستقبال يملأ لنا الأوراق حتى نسكن فجلست كان أمامي مجموعة من الناس يريدون السكنى فجلست في الاستقبال ، وكان الجهاز يشتغل أيوا هذا التلفزيون فرأيت منظرًا جعلني أنتظر حتى أرى هذا المصدر هذه المحطة القناة التي يأتي فيها وإذا بهم تحقيق عن الصوفية عن الشاذلي ، ومقام الشاذلي ، وحياة الشاذلي ، وأوراد الشاذلي ، ومولد الشاذلي ، وأتباع الطريقة الشاذلية ؛ انتظرت يمكن قرابة ربع ساعة فاشتغلت بالنظر إليهم عن مراجعة الاستقبال ، والناس راحوا وأنا أنتظر أبغى بس أعرف هذي الإذاعة ، المحطة طلعت القناة (العربية)اسمها ، رأيت فيها بأم عيني هؤلاء المتصوفة متحلقين حلقة ، وفيهم مشايخهم والمرأة ترقص وكل لحظة ترتمي بين ذراعي رجل ، والذي نفسي بيده ، وتتمايل وتتمحش بهذا وبهذا وبهذا وبهذا ، هذا هو الدين عندهم رأته عيناي ووعاه قلبي ولا أكاد أنساه إلى يومنا هذا يمكن من أربع سنوات تقريبًا ؛ فهذه الطريقة الشاذلية ، أنظف طريقة عند الصوفية من أنجس ما يكون ، الذي يزعم أن هناك طريقة صوفية نظيفة يتفضل يأتينا بأورادها ونحن نخرج له الشرك الأكبر منها ، يختارون أي طريقة من الطرائق الذين يدافعون عن هؤلاء ، فإذا كان دينهم الرقص والغنى ؛ فأي دينٍ هذا ؟! ، هذه هي التربية ؟! ؛ فالمؤلف -رحمه الله تبارك وتعالى- يبين ، وهؤلاء يبدؤون بما يسمونه ابتداءً الأناشيد الدينية أو ما يسمونه بالسماع الديني كيف ؟ يُتوِّبون الناس ويعطونهم هذه الأناشيد ، وهذه القصائد المنغمة والمرنمة اللي اليوم تسمعونه الأناشيد الإسلامية هذا هو صوفي ، هذه طريقة الصوفية ، هؤلاء لأنهم لا فقه عندهم ، ولا علم عندهم ولا استعداد عندهم لأن يتفقهوا في الكتاب والسنة ، ويتعبون أنفسهم حتى يتعلموا هم ، ويعلموا غيرهم ، اكتفوا بالأغاني هذه ، ويتطور الأمر قليلاً قليلاً قليلاً حتى يصل إلى الدفوف وإلى الرقص ونحن الآن عشناه فالأناشيد الإسلامية التي يقولون هذه بدأت هكذا ثم تطورت ارتقت قليلاً فصارت هناك أناشيد بالدف ثم تطورت وصارت أناشيد بدف وجلجل معه الذي هو دف الصنوج الذي فيه الجلاجل في جوانبه ، ثم تطورت وجاءت الأناشيد الدينية بالموسيقى ثم بعد ذلك وصلوا إلى ما وصلوا إليه ، وأنا قد سمعت بأذني في عام ألف وأربعمائة وثمانية شريطًا اسمه (نشيد الطفل الفلسطيني) يقول ذلكم الطفل طفل صغير أعمى ما يفقه ما يفهم ما يميز بس يردد الكلام لكن أنتم اسمعوا الآن الكلام الذي مسكين لقنوه إياه ويقوله هذا لا ضير عليه ، لا حرج عليه ؛ لأنه الطفل صوته صغير اظنه دون العاشرة يقول يا ليته -طبعًا بلسان الناظم- هو : يا ليته حمامةٌ يحوم حول القبة ، الله خلقه إنسان يتمنى أنه يعود حيوان طائر حمامة وحمامة مشركة تطوف حول القبة قبة قبر النبي ﷺ سمعته في ألف وأربع مئة وثمانية ؛ إذا كان هؤلاء من الآن يربونهم يأتون بهذا النشيد لهذا الطفل الصغير ، الطفل الصغير هذا ليس نظمه ، وليس من كلامه مسكين لُحِّنَ له وقيل له غنه ، لكن يريدون به ماذا ؟ يوزعونه على أطفالنا ، لأن الطفل يشد الأطفال مثله ؛ فيتربون على الشرك والله جل وعلا يقول {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} الله كرمه وجعله إنسان وهو يريد أن يكون طائر ، ومع ذلك ما هو طائر فقط ، طائر مشرك مشرك يحوم حول القبة ، فنسأل الله العافية والسلامة في مثل هذا البلاء الذي يأتينا ، وأنتم الآن تسمعون وترون مثل هذه الأشياء التي تطورت وانتهت إلى هذا ويزعمون أنها تروض النفوس ، وتروض القلوب ، وأنه يحصل بها ترقيق القلوب .
ونحن نسمع كنا نسمع ، وبعد ذلك أنا ما عاد لقيت أحد من هؤلاء كانوا يقولون إذا قلت لهم : يا أخي هذا لا يصلح ، قال : أعطنا البديل يعني الأغاني هذي إيش البديل ؟
الله -سبحانه وتعالى- حرم الخمر ما قال هناك بديل ! ، البديل هو : الإيمان في قلبك تتجه إلى العلوم النافعة تتجه إلى العلم الشرعي تتجه إلى القرآن ، ما تبغى قرآن ولا سنة تقرأها وتحفظها احفظ نفسك أقل شيء من أن تقع في مثل هذا الضلال ، كلام باطل ؛ فهؤلاء دخلوا من هذا الباب أنه بديل عن الأغاني المحرمة فاوقعوهم من غناء الفسق في غناء الشرك الذي احتوى على الشرك والزندقة نعوذ بالله من ذلك ؛ فهل بعث الله رسوله ﷺ بهذا ؟! ، وهل كان أصحاب رسول الله ﷺ مغنيين ورقاصين ؟! ، وهل كان أصحاب رسول الله ﷺ من حملة الحديث والقرآن إلينا أم أنهم من حملة هذا الباطل والمنكر الذي زعموا أنه رياضة للنفوس نسأل الله العافية والسلامة ، لا شك أن من ترك طريقة أصحاب رسول الله ﷺ فلا بد وأن يضل نعم .
وقد رد على هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم (الاستقامة) رد فيه على هؤلاء بشطرٍ من المجلد الأول ، وشطرٍ تقريبًا من المجلد الثاني كله رد على الصوفية في السماع الذي يسمونه السماع الديني الذي هو غناء الصوفية ، وكذلك ذكره ابن القيم في (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) وأطال في الرد عليه ، كذلك ابن الجوزي في كتابه : (بيان تلبيس إبليس) ؛ فعقد فصلاً كاملاً للرد على هؤلاء الصوفية ، وعلى ما جاؤوا به من هذا الذي يسمونه الغناء والسماع ، وابن نصر أيضًا المقدسي له كتاب في ذلك ، وغيرهم لهم كتب من علماء الشافعية ، والحنابلة ، والمالكية والحنفية حتى ؛ أهل الاتباع كلهم كتبوا في هذا كتبًا ، وابن القيم له كتاب مستقل مسألة السماع ؛ فهذه الكتب كلها طبعت ولله الحمد بين أيدينا الآن من أتباع المذهب المالكي ومن أتباع المذهب الشافعي ومن أتباع المذهب الحنبلي ومن أتباع المذهب الحنفي أهل التحقيق والدين والفقه الصحيح من أتباع المذاهب هذه الأربعة كلها انكروا على هؤلاء الزنادقة وصنفوا كتب وهي الآن مطبوعة وبعضها حقق رسائل ماجستير ودكتوراة وهي الآن في السوق ولله الحمد ترد على هؤلاء .
فالمصنف يقول هذا الكلام لأنه عاش في القرن الثامن ، والقرن الثامن كان من القرون التي انتعش فيها هذا الباطل في بلاده -رحمه الله تعالى ، نعم.