لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد نهى عنه – المدح – ، قال : ( إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ ، فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمِ التُّرَابَ ) ، وقال – عليه الصلاة والسلام – لمن مدح شخصًا عنده : ( لقد قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ ) فاستعار القطع من الحديدة الحادة وهي السكين والسيف ونحوه إلى هذا الأمر المعنوي وهو المدح بجامع الهلاك كما يقول ذلك علماء البلاغة ، كما أن السيف والسكين يقطع العنق فيموت الإنسان فهكذا المدح يقتل الإنسان في دينه إذا أصغى إليه ، واشرأب عنقه له ، وأذن للمدح .
مالي وللمدح إني لست أبغيهِ … ولست أصغي إلى من قام يوشيهِ
مالي وللمدح والأملاك شاهدة … على فعالي ورب العرش محصيه
والعجب فاحذره إنَّ العجب مجترف … أعمال صاحبه في سيله العرم
ولا يصغي إلى المدح ويعجب به من استقر العلم في قلبه ، وأورثه خشية ربه ، فإن المدح هلاك للإنسان كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وينبغي للمسلم ألا يقبله ، وأن يكرهه ، وينهر من قام به ؛ لأنه لا يأمن على نفسه والقلب ضعيف ، فنسأل الله المعافاة ، نعم .