وما علم الجهول بأنه قد ذُبح بغير سكين

عدد الملفات المرفوعه : 1

قال ابن رجب – رحمه الله – : «فإن لم تقنع نفسه بذلك حتى تصل إلى درجة الحكم بين الناس حيث كان أهل الزمان لا يعظمون من لم يكن كذلك ولا يلتفتون إليه فقد استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير وانتقل من درجة العلماء إلى درجة الظلمة). 


وهذا موجود في زمن المؤلف وهو موجود في كل زمان ، أن المصنف – رحمه الله – يتكلم من واقع ما يرى في زمانه ، وهو أن يتعلم هذا ليتوصل به إلى الحكم إلى الولايات ، إلى القضاء ونحوها ، فإنه حينئذ كما قال المؤلف : ينتقل من درجة العلماء إلى درجة الظلمة ، والعلماء كانوا يفرون من القضاء ، ويهربون بل بعضهم اختفى ولم يُعلم أين هو حتى طاح عليه سقف البيت ؛ فما عرفوه إلا بعدما مات كما جاء ذلك في سنن أبي داود – رحمه الله – واليوم تُبذل الوساطات والوجاهات ليتولى القضاء ، ويتكثر به ، ويتزين به ويتباها به وما علم الجهول بأنه قد ذُبح بغير سكين ؛ فجعل العلم مصيدة للدنيا ، لأن في القضاء وولايات الأحكام وجاهة عند الناس ، فيخشونهم ويهابونهم ، فحينئذ يُلحقون بالظلمة ، بخلاف العلماء فإن الناس يحبونهم ، ويدنون منهم ، ويقتربون إليهم ، فهذا انتقل من درجة العلماء التي هي وراثة النبوة إلى درجة الظلمة ، النبي – ﷺ – يقول : (مَنْ ولِيَ القضاءَ فقد ذُبح بغيرِ سكينٍ) ، ويقول : (يؤتى بالحاكم العادل – القاضي العادل يوم القيامة يؤتى به – فيشدد عليه في الحساب ولما يرى ذلك يتمنى أنه ما حكم بين اثنين في تمرة) كيف بما هو أعظم من هذا ، ونحن اليوم كذلك نرى ونسمع ، فنسال الله -جل وعلا- العلم النافع والعمل الصالح .


  • (بيان فضل علم السلف على علم الخلف ش 5).

شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/05/23
  • مشاهدات : 1٬095
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري