قال ابن رجب – رحمه الله – : «ويذمون – الذين فسدوا من العلماء لمشابهتهم لأهل الكتاب- من تمسك بالنصوص وأجراها على ما يفهم منها ويسمونه جاهلاً أو حشويًا».
ويعيبون أصحاب المنهج الصحيح والاعتقاد السليم وهم أهل السنة والجماعة ، الذين يتمسكون بالنصوص ، نصوص الكتاب والسنة ويجرونها على ظواهرها يسمونهم جهالًا ، لأنهم لم يشاركوا في علم الكلام الذي في الحقيقة هو الجهل ، يسمونهم حشوية يعني ماعندهم إلا حشو الكلام ، يريدون به النصوص ، لهذا يقول بعض المعاصرين إن كتب العقائد جافة لأنها نصوص وأحكام ، انظر إلى هذا الإجرام ، الجرم أنها نصوص ، الجريمة أنها نصوص وأحكام ، فلكل قوم وارث ، المعتزلة ما انتهوا ، هذا يقوله سرور ، زين العابدين ، فلا سرور ولا زين .
وأما سرور القوم لا سر قلبه فعريته حقًا لدى كل ناظر
وهتكت أستارًا له وفضحته فما استطاع بعد اليوم أن يأتي بساتر
هذه هي الجريمة أنها نصوص وأحكام ، العقيدة جريمتها أنها نصوص وأحكام ، إذًا ماذا يريد ؟ ، يريد أن تكون آراء وأهواء وكلام وأضغاث أحلام ، أراء وأهواء المبتدعة ، وكلام المتكلمين ، وأضغاث أحلام الصوفية ونحوهم ، بدل النصوص والأحكام تكون آراء وأهواء وكلام وأضغاث أحلام ، فلا يقول قائل إن هؤلاء قد انتهوا ، بل هم باقون ، فلأهل الخير وارث ، ولأهل الشر ولأهل البدع وارث ، فنسأل الله العافية والسلامة .